متقمصا دور عادل إمام في الإرهابي عندما أدارت رأسه الخمر فوقف خطيبا في الناس «إني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها»، وأراد تبرئة مرشده العام الذي انحني في أكثر من مناسبة ليقبل يده..أراد تبيض وجهه وإيجاد الأعذار اللازمة.. إنه الزميل والكاتب الصحفي قطب العربي الذي يلحظ المتابع لمقالاته اليومية التي تنشرها الحرية والعدالة انه قرر من البداية أن يكون ك«الصحيفة» لسان حال متحركاً لجماعة الإخوان المسلمين، وجاء مقاله المنشور بتاريخ 17 مايو الجاري في صفحة الرأي ب«الحرية والعدالة» التي يرأس تحريرها الزميل عادل الأنصاري ليؤكد انه قرر -بلا رجعة- أن يعلن رفضه مجرد الاقتراب من فضيلة مرشده العام حتي ولو بالحقائق فقد كتب «قطب» تحت عنوان «الإعلام وسنينه..ظالم وظلوم» ما لا يمكن توصيفه إلا ب«مقال الردة «على الصحافة والصحفيين فقد كتب قائلا: لأنني أنتمي للقبيلة الصحفية فأنا أرفض إهانتها، ولأنني مخلصٌ لمهنتي فأنا أرفض أيضًا تجاوزات بعضنا التي تسيء لنا جميعًا، وأسجل اعتراضي الشديد على خروج بعض الصحف وبعض الصحفيين على القواعد المهنية، وعلى ميثاق الشرف الصحفي الذي أقسمنا على احترامه. وأكمل بقوله: لقد تعمد بعض الصحفيين اختلاق وقائع، ظلوا يرددونها عملاً بنظرية النازي «جوبلز» وزير إعلام هتلر حول الكذبة الكبرى، والتي تقتضي صنع كذبة ثم تكرارها حتى يصدقها الناس، وقد انتفض الوسط الصحفي حين اتهم المرشد العام للإخوان المسلمين بعض هؤلاء الصحفيين بأنهم يشبهون سحرة فرعون، رغم أن الرجل تحدث بلغة التبعيض من جهة، ورغم أنه اعتذر للصحفيين لاحقًا، ولكننا لم نرَ انتفاضة مماثلة لمحاسبة المخطئين الذين يسيئون إلى المهنة ويظهرونها في مظهر سحرة فرعون الذين كانوا يكتفون بقلب الحقائق، بينما أصحابنا يختلقون وقائع لا أساس لها أصلاً، ما يدفع الأطراف المتضررة للجوء إلى القضاء طلبًا للحماية والعدالة، فتصدر أحكاما بالحبس والغرامة التي قد لا تستطيع الصحف، خصوصًا الصغيرة دفعها، وقد تضطرها لغلق أبوابها وتسريح صحفييها وإدارييها، أرأيتم كيف يتسبب خطأ شخص واحد لا يراعي المهنية والقيم الصحفية في تشريد بقية زملائه؟! وكشف «قطب» عن الحالات التي دفعته للكتابة بهذه الطريقة واستخدام ألفاظ «المزايدة» علي الجميع من أبناء صاحبة الجلالة ، ويبدو أن أوامر صدرت له بفتح النار علينا هنا في «فيتو» فقد كتب قائلا : ادعاء إحدى الصحف قيام المرشد العام للإخوان الدكتور محمد بديع بزيارة مبارك في المركز الطبي العالمي والتعهد له بالعفو عنه حال صدور حكم ضده ،وهنا تجاهل العربي أن جماعته لم ترسل تكذيبا ل»فيتو» التي تملك الأدلة على صحة ما نشرته، والواقعة الثانية هي ادعاء صحفي آخر عرف بترويجه لمشروع التوريث، وهو الدكتور عمرو عبد السميع بوجود مشروع قانون في مجلس الشعب يبيح للزوج مضاجعة زوجته المتوفاة حديثًا، وهو ما نفاه مجلس الشعب ونفته أيضًا الدكتورة ميرفت التلاوي الأمين العالم للمجلس القومي للمرأة، وهي التي استند إليها الكاتب في مقاله. أما الواقعة الثالثة: فهي ادعاء إحدى الصحف الخاصة قيام حزب الحرية والعدالة بتنظيم قافلة طبية في قرى المنيا قامت أو روَّجت لعمليات ختان الإناث بالمخالفة للقانون: وهو ما نفاه الحزب ونفته الجهات الصحية بالمحافظة أيضًا، لكن الجريدة ظلت تردد هذا الادعاء ونقلته عنها صحف ووسائل إعلام أخرى دون أن يُكلِّف أحدٌ منهم نفسه عناء التحقيق الموضوعي في الأمر. الحالات الثلاث التي أوردها الزميل لسان حال -قطب العربي سابقا- المرشد العام لم تكن الوحيدة فهناك صحف وكشفت حقيقة الصفقات التي أدارتها جماعته، كما كشفت تلك الصحف التي أشهر «العربي» قلمه في وجهها حالة «الشيزوفرنيا» التي تعاني منها رموز وقيادات وشيوخ الإخوان الذين يدافع عنهم الزميل في غالبية مقالاته إن لم يكن جميعها.