فى كل المراحل التى عاشها الكاتب والمفكر خالد محمد خالد أثرى وجودنا ومجتمعنا، وكان شمسًا فكرية وروحية أينما سار، فى شبابه المبكر أعطانا اجتهاده فكان مولده ككاتب أشبه بثورة الشيخ محمد عبده من أجل أوطان المسلمين، حاول إنقاذ مصر من الديكتاتورية والتسلط أثناء الملكية وفى مطلع ثورة يوليو 1952 قاوم بكتبه الخالدة "الديمقراطية أبدًا"و"لكى لا تحرثوا فى البحر "و"مواطنون لارعايا " و"من هنا نبدأ" وغيرها، وسعى عبر مؤلفاته القيمة إلى تحرير العقل الإسلامى من تلك الأفكار التى لاعلاقة لها بجوهر الدين . ويعد خالد من أبرز المفكرين الإسلاميين فى العالم العربى الذين رفعوا راية النضال من أجل تحرر الفكر الإسلامى مماعلق به من أفكار ظلامية متخلفة أساءت إلى الإسلام بما ألحقته من الشوائب التى قادت المجتمعات الإسلامية نحو التخلف وسعت إلى نشر المثل الإنسانية النبيلة . ولد خالد فى 15 يونيو 1920، حفظ القرآن وتخرج من كلية الشريعة وعمل فى وزارة الثقافة، وجه نقدًا إلى قادة ثورة يوليو مطالبًا الثورة بتطبيق الديمقراطية فى البلاد. معترضًا على قرارات العزل السياسى . وقف منفردًا فى اللجنة التحضيرية ليواجه عبد الناصر، تقوقع بعدها ليخرج لنا "الإسلاميات"وكان يعرف أن الفساد هو الأب الشرعى للإرهاب وكان يمزج بين الأستاذية والصداقة فى تواضع شديد، اتسمت حياته بالزهد فلم يفكر فى المنصب والمال وكان موقفه من الإخوان المسلمين معارضًا لفكرهم قبل الثورة حتى توفى فى 29 فبراير 1996 . من أشهر مؤلفاته "رجال حول الرسول" و"خلفاء الرسول" وضم خمسة كتب و"إنسانيات محمد" وكانت آخر كتبه "الإسلام ينادى البشر" وهو ثلاثة أجزاء لكن لم يتمكن من إكماله .