«قوتنا في وحدتنا علي قلب رجل واحد ونسيج الأمة من المسلمين والمسيحيين، تجمعهم الإنسانية كقاسم مشترك، والقرآن الكريم أمرنا في كثير من آياته بالإحسان إلي الجميع سواء كان كافرا أو بوذياً، فما بالنا بالمسيحيين شركاؤنا في هذا الوطن، فهم الذين استقبلوا المسلمين في فتح مصر». هذه كلمات استهل بها الشيخ شوقي عبداللطيف -وكيل أول وزارة الأوقاف، ورئيس القطاع الديني- حديثه مع «فيتو».. لافتا إلي أن القرآن الكريم علمنا كيف نتعامل مع الآخرين حتي في اختيار الألفاظ التي تسعد ولا تغضب.. تكرم ولا تذل، مثل قوله تعالي: «وقولوا للناس حسناً» ودلالة الآية أن الخطاب يتعلق بالحديث مع جميع الأجناس والديانات والعقائد وأنواع البشر ذكورًا أو إناثا، فهذه هي أخلاق الإسلام التي يأمر بها اتباعه، لأنه دين قدوة برسوله الكريم الذي كان يغضب ممن آذي ذمياً أو من أهل الكتاب. الشيخ عبداللطيف يؤكد أن القرآن فيه كثير من الآيات التي تدعو إلي التسامح والرحمة والاعتدال في القول والبعد عن الفحشاء وسوء الكلام عندما نتحاور مع الآخر، في قوله تعالي: «قل ياأهل الكتاب تعالوا إلي كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون».. وقوله تعالي «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين» فهذه الآية تحمل من معاني الجمال والرحمة، خاصة كلمة «البر» الجامعة لكل خصال الخير، فهذه هي أخلاقيات القرآن ودعوته إلي الإحسان في التعامل حتي مع من يخالفوننا في العقيدة. وما يدل علي سماحة الإسلام وعظمته وتربية الصحابة علي الورع والتقوي ما حدث في زمن سيدنا عمر بن الخطاب، عندما وجد يهوديا يتسول، فسأله: ما الذي الجأك لهذا الحال؟.. فقال له: الحاجة والمرض والشيخوخة.. ففرض له نصيبا من بيت المال.. أو كما نقول في زمننا المعاصر معاشا للمحتاجين. الشيخ عبداللطيف مضيفاً: إن الأرض لابد أن يعيش عليها كل مخلوق بغض النظر عن دينه أو مزاحمة كثرة لقلة، ليتمتع الجميع بالحياة الدافئة والحرية والعيش بكرامة، ولا يحق لأحد أن يجبر أحداً علي عقيدة معينة، بل علي الشخص أن يختار بنفسه ما يشاء من العقيدة، ويرجع إلي الماضي قليلا، ويقول: مصر كانت وحدة واحدة لا صراع فيها بين أصحاب الأديان، ومصر عندما دخلها عمرو بن العاص سنة 02هجرية ومعه الفاتحون فقد احسن استقبالهم المسيحيون واحاطوهم بكل ألوان المودة والتآخي. لا يخفي الشيخ شوقي وجود علاقة علي المستوي الرسمي بين القيادات الكنسية والأزهر الشريف والأوقاف ودار الإفتاء، بقوله: نذهب إليهم ويأتون إلينا في جميع المناسبات الدينية المرتبطة بالأعياد والمناسبات.. شوقي لافتا إلي أنه يعيش في قرية 01٪ من سكانها مسيحيون يكن لهم كل تقدير واحترام ويتشارك الجميع في المناسبات سواء في الأفراح أو المآتم، فهذه هي مصر منذ أن دخلها الفتح الإسلامي وحتي الآن وستبقي محروسة رغم نيران الفتن التي يحاول المغرضون اشعالها فلن تشتعل، وستظل خامدة بقوة وتلاحم المسلمين والأقباط فهي موجودة بأمهات كتب التاريخ ورسائل الأديان التي جاءت إلي الإنسانية جمعاء وآخرها الإسلام خاتم الرسالات ليختصر القرآن المشهد لكونه «كتاب رحمة» والإنجيل «كتاب محبة»، فماذا يبقي للمغرضين عندما تلتقي الرحمة بالمحبة؟!