بدأت مبكراً استعدادات جولة المرحلة الثانية من الاستفتاء علي الدستور المقرر إجراؤها السبت المقبل في 18 محافظة بالجمهورية.. فقد أصابت مؤشرات نتائج الاستفتاء بالمرحلة الأولي قيادات جماعة الإخوان المسلمين بالصدمة والذهول كونها جاءت مغايرة لتوقعات أكثر المتشائمين في مكتب الإرشاد، وأكدت النتائج أن استمرار الرفض الشعبي لدستور الإخوان بالمرحلة الثانية يفضي إلي فقدان الرئيس شرعيته، وخروج جماعته من الحياة السياسية، لأجل ذلك كثفوا تحركاتهم علي جميع المستويات، ففي كفر الشيخ تولي المحافظ بنفسه التنسيق مع القيادات الإسلامية لحشد الناخبين أمام اللجان، وفي البحيرة الملتهبة سياسياً تزداد شراسة المعركة مع اقتراب التصويت، فالإخوان يسخرون إمكاناتهم لحشد المؤيدين في مواجهة القوي الثورية التي اتجهت إلي الفلاحين في القري، لتوعيتهم بمساوي الدستور، وفي الإسماعيلية تحالف الإخوان مع العربان لحماية مقراتهم، مقابل إبعاد الشرطة عن جرائمهم، وفي قنا اعتمدت الجماعة خطة الدائرة الثلاثية «الأسرة - الروابط - الشارع». تستعد جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة بمحافظة الإسماعيلية لحسم الجولة الثانية من الاستفتاء على الدستور، بحشد أئمة المساجد بمراكز وقرى المحافظة، لتوجيه المواطنين إلى التصويت ب"نعم"، متذرعين بحجة استقرار البلاد. وعقدت قيادات الاخوان اتفاقيات سرية مع شيوخ العربان بالمحافظة، لحشد قبائلهم للموافقة على الدستور، وحماية مقار الجماعة والحزب فى حالة تعرضها للهجوم، مقابل تركهم فى أراضى الدولة التى استولوا عليها، والتغاضى عن نشاطاتهم غير المشروعة، وحمايتهم من تدخل الجيش أو الشرطة. وعلى الجانب الآخر يراهن رجال الحزب الوطنى المنحل على كبار العائلات بالمحافظة مثل "صعايدة الكلاحين" بمدينة ومركز فايد، وفلاحى البعالوة بمدينة ومركز القصاصين، لرفض الدستور. وأكدت مصادر مقربة من أحد قيادات الحزب المنحل، توزيعه لرشاوى مالية على سكان المناطق الشعبية، مقابل تصويتهم ب"لا".