إن التعتيم الذي يتعمده الإعلام العالمى تجاه الأحداث الجارية في شوارع تركيا ما هو إلا تنفيذ لأوامر العم سام، من منا يغفل الآف الأكراد الذين خرجو منذ ساعات في شوارع تركيا ومدنها للتظاهر بشكل حضارى سلمى مطالبين بأبسط الحقوق في الحياه وهو العيش في ظل مناخ آمن، إن مطالب الأكراد المشروعة في حماية مدينة كوبانى "عين العرب" من يد الإرهاب هو حق يكفل لكل فرد يعيش على هذا الكوكب، ولم يجنوا من مطالبهم المشروعة غير 24 قتيلا كرديا وآلاف الجرحى، لقد استخدم معهم الأمن القوة المفرطة وتم تفريقهم بطرق غير آدمية تفتقر لأبسط حقوق الإنسان. لقد نال الإرهاب من مدينة كوبانى التي يعيش بها الأكراد كما تدار الآن معارك طاحنة بينهم وبين شرفاء المدينه الذين تسلحو بأبسط الأسلحة الممكنة للحفاظ على حياتهم وحياه أبنائهم وأعراضهم، بل تسلحت المرأه الكردية حتى ترد عنها الأيادى الإرهابية التي تحاول الوصول اليها لتعبث بعرضها ثم تبيعها في سوق الرقيق. أليس من حق هذه المرأة الكردية أن تراها عدسات الإعلام العالمى، أليس من حقها أن يصل صوتها لشرق الأرض ومغاربها وتدرك الشعوب مقاومتها للعدو الأرهابى، اليس من حقها أن يدافع عنها من ينصبون انفسهم حكام على مصالح البشر أم هم أصحاب خطابات المصالح فقط، أين وكالات الأنباء من ما يحدث هناك ؟ أين مراسلوهم الذين كانو ينقلون لنا الصور حيه من مواقع القصف في سوريا أين هم الآن لا يعقل أن يكونو قد فارقو الحياة، أين عدسات الجزيرة التي تتشدق علينا بكل ما هو كاذب من أخبار تتناقلها هنا وهناك، هل أعمت عيون عدساتها عن الحقيقة الجارية في كوبانى أم أدارت ظهرها لما يحدث للأكراد هناك، بل التعمد في التعتيم الأعلامى لكل الأحداث التي تشمل قضايا الأكراد والمنطقة هي أوامر من العم سام الذي لا يريد لها أن تظهر ويراها شعوب العالم أجمع. إنهم لا يبثون غير الأخبار الملونة التي يريدون بها اشتعال الأزمات حتى تعم الفوضى في هذه البلاد مثلما حدث في سوريا وليبيا وتونس ومصر فكنا نراهم ينقلون الحدث قبل أن نعلم به نحن سكان هذه البلاد، وكنا نرصد عدساتهم في كل شارع في بلادنا بل في كل زقاق فكانت هذه هي أوامر العم سام أنها هي القضايا التي يريد طرحها على الرأى العام العالمى حتى تتماشى وفق مخططاتهم أما القضايا الأخرى التي لم تكن من خلقهم فلا تطفو على السطح بل يتم دفنها حتى لا يراها الجميع، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى الأنفس ففى مصر انقلب السحر على الساحر وأصبحت مصر الشوكة التي اخترقت حناجرهم، الآن بعيدًا عن مصر وبالتحديد على الحدود التركية السورية تجرى اقوى المعارك وتتلون الأرض بلون الدماء ولا نرى تحرك يذكر من قبل الوكالات العالمية، بل لا نسمع صوت مؤساسات حقوق الإنسان، أين الأمين العام للأمم المتحده بان كى من ما يدور الآن على الساحة، ألا يدرك ما يحدث هناك ؟!!! حتى كتابة هذه السطور الاشتعال يزيد في تركيا والحكومة تتعامل بأقصى درجات العنف مع المتظاهرين الأكراد وتزهق الأرواح كيف تشاء، أنهم يفتقدون لأبسط معانى الديمقراطية التي أطل بها علينا رئيسهم أردوغان في خطابات عدة ولكنها مجرد حبر على ورق وما يحدث على أرض الواقع بعيد كل البعد عن هذه الجمل الرنانة والوعود المزيفة بنعيم الديمقراطية التي ستسود البلاد، أين أنت من الديمقراطية التي كنت تمليها علينا نحن المصريون أضاع منك كتاب قواعدها أم تغافل عقلك عنها بقصد، أن ما نراه ما هو إلا مثال للحاكم الديكتاتورى الذي لا يسمع غير صوته هو فقط غير عابئ بأصوات من حوله. نطالب بتكاتف وكالات الأنباء العربية لكى تكون العين على الحقائق التي تغفلها الوكالات الأخرى بقصد وتنقلها لجميع شعوب العالم وليرصدها الرأى العام العالمى حتى لا يتسنى لمثل الحكام الديكتاتورين إزهاق أرواح شعوبهم مثلما يحدث الآن في تركيا.