وجه الشيخ عبود الزمر في مقاله الجديد الذي نشره بعنوان "لا تبخسوا الناس حقوقهم"، رسالة لفرقاء الوطن من أنصار الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسي وغيرهم من مؤيدى الرئيس السيسي، كان مفادها عنوان المقال "لا تبخسوا الناس حقوقهم"، حيث هاجم الزمر الحرب الشرسة الدائرة بين الطرفين والصراعات التي أصابت الوطن بجروح عميقة بسبب الاتهامات المتبادلة التي تعتبر أغلبها غير صحيحة. ودعا عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية الله أن تنتهى تلك الصراعات التي ملأت الوطن وأن تعود مصر كيانا واحدا محذرا المتصارعين من حكم قاس ينتظرهم من الأجيال القادمة. وجاء نص المقال كالتالى: "العين الراضية لا ترى المعايب فيمن تحبه، أما الساخطة فترى المساوئ دون الحسنات، وهذا عيب في النفس البشرية التي حين تسخط تشن الحملات، وحين ترضى تعلي من شأن الحسنات!!" ولذلك كانت دعوة بعض الصالحين "اللهم ارزقنا العدل في الرضا والغضب" والإنسان في حياته لا يكاد يخلو من خصوم له مثلما له من أصدقاء مقربين، وهذا يدعونا دائما إلى العدل مع الخصوم، فلا نذكرهم بما ليس فيهم، ولا نتهمهم بشيء هم منه براء، ولكن ما نشهده اليوم على الساحة من مساجلات ومناقشات تدل على حرص النقاد على النيل من الخصوم إلى أقصى مدى، وما يجري أيضًا من سباب يملأ الهشتاج بتعليقات سخيفة وشتائم بذيئة بين فريق وآخر أمر مرفوض، فكل هذا حرام. إن الانتقاص من أقدار الرجال وعدم الاعتراف لهم بالفضل هو سلوك رديء وخلق مذموم، إذ إن الإنسان يقاس بمجملي خيره وشره، فإن كثرت حسناته كان محسنًا، وإن كثرت سيئاته كان شريرًا، إذ إن الله أمرنا بالعدل والقسط مع المخالفين لنا في العقيدة، فكيف بمن كان الخلاف معهم في الموقف السياسي "اعدلوا هو أقرب للتقوى". أخي القارئ، لقد أصابتنا الصراعات بجروح عميقة وأحزان كبرى تحتاج إلى من يداوينا ويواسينا قبل أن يحكم علينا جيل الأبناء حكمًا قاسيًا نستحقه عن جدارة!! أسأل الله تعالى أن يرزقنا الإنصاف في القول والعمل، ويجنب مصرنا الشرور والآثام، ويهدينا إلى إصلاح ذات البين، وقبول التعايش مع الآخر بسلام، إنه على كل شيء قدير.. والله المستعان.