العين الراضية لا ترى المعايب فيمن تحبه , أما الساخطة فترى المساوي دون الحسنات , وهذا عيب في النفس البشرية التي حين تسخط تشن الحملات , وحين ترضى تعلي من شأن الحسنات !! , ولذلك كانت دعوة بعض الصالحين ( اللهم ارزقنا العدل في الرضا والغضب ) والإنسان في حياته لا يكاد يخلو من خصوم له مثل ما له من أصدقاء مقربين , وهذا يدعونا دائما إلى العدل مع الخصوم , فلا نذكرهم بما ليس فيهم , ولا نتهمهم بشئ هم منه براء , ولكن ما نشهده اليوم على الساحة من مساجلات ومناقشات تدل على حرص النقاد على النيل من الخصوم إلى أقصى مدى , وما يجري أيضاً من سباب يملأ الهشتاج بتعليقات سخيفة وشتائم بذيئة بين فريق وآخر أمر مرفوض , فكل هذا حرام . إن الانتقاص من أقدار الرجال وعدم الاعتراف لهم بالفضل هو سلوك ردئ وخلق مذموم , إذ أن الإنسان يقاس بمجملي خيره وشره , فإن كثرت حسناته كان محسناً , وإن كثرت سيئاته كان شريراً , إذ أن الله أمرنا بالعدل والقسط مع المخالفين لنا في العقيدة , فكيف بمن كان الخلاف معهم في الموقف السياسي ( إعدلوا هو أقرب للتقوى ) . أخي القارئ لقد أصابتنا الصراعات بجروح عميقة وأحزان كبرى تحتاج إلى من يداوينا ويواسينا قبل أن يحكم علينا جيل الأبناء حكماً قاسياً نستحقه عن جدارة !! أسأل الله تعالى أن يرزقنا الإنصاف في القول والعمل , ويجنب مصرنا الشرور والآثام , ويهدينا إلى إصلاح ذات البين , وقبول التعايش مع الآخر بسلام إنه على كل شئ قدير . والله المستعان .