فجر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، مزار الأربعين صحابي في وسط مدينة تكريت التي يسيطر عليها، وقام بتفخيخ كنيسة أثرية، بحسب مصدر أمني وشهود عيان. وقال ضابط في الشرطة العراقية، اليوم الخميس، إن "تنظيم داعش قام بتفجير مزار مقبرة الأربعين صحابي وسط مدينة تكريت" أمس الأربعاء. وأكد الشيخ يحيى البطاوي، إمام مسجد تكريت، الخبر، قائلا: إن المزار تمّ تفخيخه أولًا يوم الثلاثاء، ثم تفجيره في اليوم الذي تلاه. ويضم المزار قبر 40 صحابيًا قتلوا خلال الفتوحات الإسلامية في تكريت، التي جرت في السنة الحادية عشرة للهجرة في زمن خلافة عمر بن الخطاب، ومن أبرز المدفونين فيها الصحابي عبد الله ابن المعتم. وأقيمت فوق قبورهم آنذاك مدرسة دينية ومسجد وعدد من القباب. وسميت المقبرة الرئيسية في مدينة تكريت نسبة إلى هؤلاء الصحابة الأربعين، كما يسمى أكبر شوارع المدينة بشارع الأربعين نسبة إليهم كذلك. من جانب آخر، أفاد شهود عيان أن التنظيم أقدم على تفخيخ الكنيسة الخضراء، وهي إحدى أقدم الكنائس في التاريخ، حيث يعود تاريخ بنائها إلى سنة مئة بعد ميلاد المسيح. وأفاد الشهود أن "المسلحين زرعوا المتفجرات في جدران الكنيسة الأثرية، كما فعلوا عندما فخخوا جميع المواقع العامة والمؤسسات والقصور الرئاسية في المدينة". وبحسب الشهود، فإن عناصر التنظيم فخخوا جميع المناطق التي يتوقعون دخول الجيش إليها، من أجل تفجيرها في حال انسحابهم من المدينة. وشن التنظيم سلسلة من عمليات التفجير للأضرحة والمساجد والحسينيات في المناطق التي سيطر عليها خلال هجومه الواسع ابتداءً من يونيو الماضي، خصوصًا في مدينة الموصل، التي فجر فيها قبور الأنبياء، ومن بينها قبرا النبي يونس والنبي شيت.