أعلن مهرجان أبوظبي السينمائي، الذي تنظمه "twofour54"، أنه سيحتفي بالمخرج الفرنسي الراحل فرنسوا تروفو، خلال الدورة الثامنة من المهرجان، والتي تقام في الفترة بين 23 أكتوبر و1 نوفمبر المقبل. وسيعرض المهرجان، للمرة الأولى في العالم العربي، مجموعة مختارة من أفلام تروفو، في ذكرى مرور 30 عامًا على رحيله. ويعرض المهرجان مجموعة من أفلام تروفو، التي تم ترميمها وتحويلها إلى النظام الرقمي لتكون في أفضل حالة فنية ممكنة، وتتضمن القائمة مجموعة من أبرز أعماله مثل: "400 ورطة"، "جول وجيم"، "الصبي المتوحش"، "الرجل الذي أحب النساء"، "مصروف جيب" الحائز على جائزة الأوسكار، "الليل الأمريكي"، و"المترو الأخير" والذي عُرض في مهرجان كان السينمائي هذا العام ضمن برنامج "كلاسيكيات كان". قال على الجابري، مدير مهرجان أبوظبي السينمائي: "يعتبر فرنسوا تروفو واحدًا من المخرجين القلائل الذين تركوا بصمتهم الواضحة على فن السينما، ونود أن يطّلع الجمهور المحلي على أعمال هذا المخرج الفرنسي العظيمة وعبقريته السينمائية التي أسرت رواد دور العرض منذ ذلك العصر وحتى يومنا هذا". يعتبر فيلم "400 ورطة" أحد أعظم الأفلام في تاريخ السينما، حيث فاز بجائزة "أفضل إخراج" في مهرجان "كان" دورة عام 1959. يروي الفيلم قصة مؤثرة تجسد حياة المراهقين ومغامراتهم في ازدحام مدينة باريس وصخبها، من خلال فتى يتعرض للمعاملة السيئة من قبل الأهل والمدرسة، فيهرب من العقاب ليبدأ رحلة الكذب والتشرد بعدها، إلى أن تصل به الأمور إلى سجن الأحداث، حيث يشكل مشهد هروب الفتى الختامي واحدًا من أكثر المشاهد شهرة في تاريخ السينما. أما فيلم "جول وجيم"، فهو واحد من الأفلام اللامعة لفرانسوا تروفو، حيث تجري أحداثه في مرحلة ما قبل الحرب العالمية الأولى. يقع الصديقان جول وجيم في حب نفس المرأة والتي تُدعى "كاترين"، ولكن "كاترين" تحب "جول" وتتزوّج منه. وبعد الحرب، يتحوّل حبّها إلى جيم، بطرح مذهل لإمكانية أن يعشق الإنسان أكثر من شخص واحد في الوقت عينه. تقدّم الممثلة الفرنسية جانّ مورو واحدًا من أبرز أدوارها السينمائية في هذا الفيلم. اعتبر الكاتب والمخرج السينمائي جان رينوار تروفو بمثابة هدية للعالم بفضل أفلامه الغنية بمواضيعها كقصص الحب وأفلام الجريمة وتلك المقتبسة عن أعمال أدبية. والمعروف عنه استخدامه الرشيق للكاميرا والتحديث الدائم لأدواته الإخراجية. وكان تروفو واحدًا من المخرجين الرئيسيين المؤثرين في الموجة الجديدة للسينما الفرنسية أواخر الخمسينيات، شأنه شأن عدد من أساطير هذه المرحلة مثل جان لوك غودار ولوي مال. ولقد توفي تروفو في عام 1984 ومازال يحظى بتقدير كبير ضمن مجتمع صانعي الأفلام.