رىنوار واحد من أجمل الأفلام التى عرضت فى المهرجان لا قيمة للحياة بدون (حرية) ولقد خلقنا الله أحرارا.. سواسية ولم نكن في يوم من الأيام عبيدا لأحد.. إنسان أو فكرة.. فالعبودية فعل إنساني ومنظومة صنعها البشر.. بينما الحرية هبة إلهية.. ومن لايشكر الله علي نعمته.. وهبته.. فلا يستحق الحياة.. وليكن دعاؤنا (تحيا الحرية) فهي مفتاح (الكرامة).. وهو ما لا تستطيع أن تستغني عنه. لن تعرف معني للحياة بدون (حرية).. ولن تتذوق حلاوة الحب إلا وأنت تنعم بالحرية.. »وهي« من قديم الزمان خير وها ما بين الحب والحرية.. فاختارت الأخيرة وقلبها يتمزق.. فأن تدفن (القلب) خيرا من أن تدفن (الروح).. فالقلب مهما بدت علته.. فالصبر والأيام والزمن ممكن (يداويه).. أما الروح الأسيرة.. فمعناها (النهاية المحتومة). هذه باختصار حكاية في كل زمان ومكان.. وإن كانت هنا حكاية لواحدة من نساء القرن الماضي.. واحدة من الرائدات.. (الفرنسية) (تيريز ديكويرو) بطلة أديب فرنسا العظيم (فرانسوا مورياك).. الذي جسد حكايتها مخرج فرنسا الراحل (كلود ميللر) في آخر أفلامه ليعرض في ختام مهرجان (كان) تقديرا له ولمشواره الطويل.. وكان قد انتهي من الفيلم قبل أقل من شهر من بداية المهرجان.. رغم ظروفه المرضية الشديدة التي كان يعاني ويتألم منها. وكم كان جميلا ومؤثرا ظهور زوجة (ميللر) مع أبطال الفيلم.. فاقدة تماما السيطرة علي دموعها وهي ترد علي رغبة الجماهير الذين وقفوا لتحيتها.. وتحية اسم الراحل الكبير.. الفيلم شاركت في بطولته (أودريه توتو) هذه الفنانة المتميزة.. وجيل لولوش وأنياس ديمسنويه.. وستانلي ويبر. تيريز تنتمي لعائلة برجوازية عريقة وافقت علي زواج تقليدي مثلما كان سائدا في ذلك الوقت لكي تزداد الثروة والقوة بين عائلتها وعائلة زوج برنارد لكنها بعد فترة تقع غصبا عنها في الحب.. وتحاول قتل زوجها بالسم.. لكنه يعالج ويشفي وأمام القضاء يبرئها ولا يشهد ضدها.. ليس حبا فيها.. لكن في الحفاظ علي التقاليد والثروة.. لتظل حبيسة في منزلها محرومة من ابنتها الوحيدة الطفلة الصغيرة.. والغريب أن هذه السيدة التي كانت تبحث عن الحرية قبل الحب حتي.. لم تكن فكرة الأمومة وحرمانها تعذبها بقدر ما كان يضايقها الأسلوب الذي يتم التعامل به معها فيما يخص عدم رؤية ابنتها.. ويبدو أنها لخصت ذلك.. في أن حب الأبناء ممتد من حبك للشخص الذي أنجبتهم منه.. وفي ذلك نفي تام للغريزة الطبيعية. حكاية تيريز.. والمحاكمة.. والرواية التي أصدرها مورياك عام 6291 أثارت ضجة كبري في الأوساط الأدبية والبورجوازية في فرنسا في ذلك الوقت.. والطريف أن (كلود ميللر) اعترف إنه لم يقع في هوي الكتاب عندما قرأه المرة الأولي.. لكن عندما طلب منه صديقه (إيف مارميون) المنتج أن يعيد قراءته لتقديمه في فيلم سينمائي.. اكتشف نقاط قوة وضعف شديد في الرواية تجعل منها فيلما سينمائيا جميلا.. وعن اختياره لأودريه قال منذ اللحظات الأولي وعندما عرضت عليّ مصممة الملابس اسكتشات الملابس وجدت صورة أودريه فيها وأعتقد أنه كان اختيارا ناجحا. إن جمال الفن في إضفاء مزيد من الحياة علي شخصيات الأبطال الذين يكون البعض قد رحل عنها في الحقيقة والحياة.. وهي إحدي متع فن السينما.. الذي يستحق أن نقف في صفوف طويلة ممتدة في مهرجان مثل »كان« لننعم بالمتابعة والمشاهدة.. لكل جميل وجيد في فيلم سينما فالأشخاص يرحلون .. والفن خالد باق لايموت. جمال الطبيعة مع غروب الأيام.. وخريف العمر.. يحتاج المرء منا لخيط من الأمل يربطه بما تبقي له من أيام طالت أو قصرت فهي معدودة له في الدنيا.. خاصة إذا رحل عنها الكثير ممن تحب وباتت مليئة بالألم.. والشجن أكثر من الفرحة أو البهجة. ومن نعم الله علينا أن حبا البعض منا بموهبة تجعله يغرق فيها أحزانه .. و(من) علينا كلنا بنعمة النسيان.. وإن اختلفت درجاته إلا إنه فضل حقيقي من الله. وسرد لحكايات حب جميلة ومتعة بصرية أجمل وكأننا نتابع لوحة فنية حية.. حبتنا بها الطبيعة الجميلة وكأنها تسبح في خالق الكون.. وعظمة الخالق لهذا الجمال الذي أحيانا تدمره الطبيعة البشرية التي ينقص البعض في ملامح الجمال فتغلب القبح علي الجمال مستخدمة بند التدمير المتمثل في الشر لدي الإنسان. بين الطبيعة الساحرة.. والألوان التي فاقت ريشة أي فنان.. قدم المخرج (جيل بوردوس) تحية إلي فنان كبير هو وأسرته هو الرسام الشهير (أوجست رينوار) وابنه الشاب جان رينوار.. والتحية الأكبر التي يقدمها المخرج جيل كما أشرت إلي الطبيعة والجنوب الفرنسي حيث قضي (رينوار) رائد التأثيرية معظم أيام حياته خاصة الأخيرة منها ففي عام 1915 وبعد رحيل زوجة رينوار وإصابته بروماتيزم شديد سبب له درجة من درجات الشلل والإعاقة.. وألما شديد زاد من هذا الألم الجسدي ألما نفسيا أشد قسوة هو إصابة اثنين من أبنائه الكبار في الجيش إبان الحرب العالمية.. في خريف عمر رينوار تدخل حياته موديل جديدة اندريا شابة جميلة مليئة بالحيوية.. تدفع برينوار إلي شعلة الحياة والفن.. ليقدم أروع لوحاته وعندما يأتي (جان) الابن في إجازة للنقاهة من علي الجبهة بعد إصابة جسيمة في ساقه.. يقع في غرام أندريه التي كانت تحلم بالعمل في السينما.. وهي التي دفعت بالابن جان إلي الدخول في هذا المجال ليصبح واحدا من كبار المخرجين.. قصة الحب التي جمعت بينهما ودفعت بهذا الرجل إلي السينما ليصبح أحد مشاهيرها لم تستطع أن تنقذ أندريه التي كانت بطلة لبدايات أفلام رينوار الصغير في السينما تحت اسم كاترين هسلينج وبعد سنوات لم تطل كثيرا، تم الانفصال بينهما لتموت هي في عالم النسيان.. بينما هو يستمر في الصعود نحو الشهرة مثله كمثل ابيه الرسام الشهير اوجست رينوار. أنت لم تر شيئا »لقد رأيت كل شيء« مع أنهم يقولون إنك لم تر شيئا في عنوان التحفة السينمائية التي شاركت في المسابقة الرسمية من إخراج واحد من عظماء السينما الفرنسية (آلان رينيه).. فيلم جميل خرج من المسابقة الرسمية دون الحصول علي جوائز.. وإن كان حاز إعجاب الجماهير والنقاد.. ولايقلل أبدا من عدم حصوله علي جائزة من قدره أو من قدر مخرجه الكبير الذي يعد واحدا من علامات السينما الفرنسية والأوروبية.. في أعمال رينيه عادة ما يلجأ إلي المسرح ولغته الراقية سواء كان عن حوار موسيقي غنائي.. وهذه المرة أختار الكاتب المسرحي الكبير جان انوي الذي رحل في عام 1987 عن عمر يناهز السابعة والسبعين من العمر.. وبدأ حياته المسرحية عام 1932 قدم خلالها مايقرب من أربعين مسرحية.. كما قدم أنوي للسينما فيلمين من إخراجه لمسافر بلا حقائب عام 1944 والثاني 1951.. بالإضافة لمشاركته في كتابة السيناريو والحوار للعديد من الأفلام، وفكرة الفيلم تدور حول »انطوان انطاك« المؤلف الشهير الذي بعد وفاته يرسل رسالة لبعض أصدقائه ومعارفه لحضور جنازته والمشاركة فيها.. وشهادة وصيته.. عن فرقة مسرحية من الوجوه الجديدة من أجل رعايتها والحفاظ علي موهبة ممثليها.. كل ذلك في محاولة رائعة وجيدة بمزج ما يعتبره واقعا مع رؤية تمثيلية. وقد شارك في البطولة العديد من الفنانين الذين سبق أن شاركوا »آلان رينيه« في مشواره الفني الذي بدأه منذ فيلمه الأول »فان كوخ« سنة 1948.. »ميشيل بيكولي« »آن كورسين« »سايز ازيما« »بيبر أرديز« وغيرهم من الجيل الحديث من الفنانين الجدد. المساء الكبير لكل منا أسلوب وطريقة في الحياة، قد تكون متطابقة.. متناقضة لكنها لا تمنع أبدا أن يكون هناك مودة ومحبة.. فالأسرة الواحدة قد تختلف أو تتفق لكنها في النهاية متحابة.. مهما كانت درجة الخلاف.. وفي المساء الأخير الذي يعد خامس أفلام »بينوا دلفين« و»جوستاف كيرفن« يقدمان الإخوة »بونزيني« يمتلكون أحد المطاعم.. الابن الأكبر »نوت« يعيش حياة ال »بانك« أما الثاني »جان بيير« فهو يمثل رجل الصناعة الذي يبحث عن الرزق والاقتصاد.. إن الإخوين يعيش كل منهما حياته الخاصة المختلفة عن أسلوب الآخر.. لكنها في النهاية حرية اختيار ووجهة نظر في الحياة.. ما علينا إلا احترامها.. فالحياة وجهات نظر مختلفة.