منة شلبى وباسم سمرة فى فىلم (بعد المعركة) وعودة للمسابقة الرسمىة بعد غىاب 15 عاما.. هي صورة حلوة ومشرفة ومحترمة للمرأة العربية في العاصمة الفرنسية.. تنافسها في الثقافة والأناقة والجمال هي (مني الخازندار) مديرة معهد العالم العربي هذا الصرح الذي يحتل مكانا مميزا علي مقهي السين قريبا من الحي اللاتيني.. والجامع الإسلامي الكبير.. وجامعة جوسيو العريقة.. وحديقة النباتات الشهيرة. هذا المبني المتميز بمهارته الفريدة يعد في حد ذاته مزارا للسائحين، ناهيك عن المعارض الفنية والنشاطات الثقافية التي تقام فيه وتجذب أعدادا غفيرة من الفرنسيين وجنسيات أخري تتزايد يوما بعد يوم. هذا الصرح الثقافي العملاق الذي يعكس حضارة وثقافة العالم العربي وصل إلي حالة سيئة أحد أسبابها أو أهمها التمويل.. فالحكومات العربية ليس هناك مايلزمها بدفع حصتها وهناك عديد من الدول التي تملك المال لكنها لاتسدد ماعليها ولذلك تناشد (مني الخذندار) الحكومات وتسعي جاهدة لكي تدفعها إلي دفع حصتها. لقائي مع هذه السيدة الفاضلة الراقية الذوق والأخلاق يعود إلي عام مضي أو أقل.. لكن ظروفا كثيرة حالت دون نشر الحوار الذي سعيت لإجرائه معها في مكتبها.. وقد أسرتني هذه الفنانة ذات الأصول السعودية بثقافتها الواسعة وتحضرها الشديد.. ونصرتها لقضايا المرأة في كل مكان خاصة في بلداننا العربية. مني الخذندار جاءت إلي مقعد مدير المعهد بعد عدة أسماء من دول عربية لتكون بذلك المديرة السعودية التي جاءت إلي أوروبا لتنهل من العلم وتستكمل دراستها.. كان المفترض أن تذهب لأمريكا حيث كانت تجيد الإنجليزية لكنها جاءت لأوروبا لأنها أقرب للوطن الأم. في عاصمة النور عاشت وتزوجت وأنجبت ولديها نادر 22 سنة.. وأمين 19 سنة وكلاهما فخور بأمه، سعيد بالمنصب الذي وصلت إليه بعد سنوات طويلة من العمل في المعهد منذ عام 1986 كمسئولة عن المعارض والفنون التشكيلية. وعادة ما يختار مدير المعهد من قبل السفراء العرب أما رئيس المعهد فهو فرنسي من اختيار الرئيس الفرنسي .. والحقيقة أقول وأنا المتابعة لنشاط المعهد منذ سنوات إنه كثيرا ما كان الخلاف بين شخصيتي الرئيس والمدير تسبب الكثير من العقبات في أنشطة المعهد. أما اليوم فإنني آمل بوجود (مني الخذندار) أن تكون قادرة علي التعامل وإزالة أي خلاف.. وأعتقد أنه قد تحقق ذلك فقد لمحت علي جوانب (الأوتوبيسات) في فرنسا إعلانات عن معهد العالم العربي تحتل كل سيارات النقل العام عن أحدث معرض يقام به لكن للأسف الشديد والظروف الصحية لم أملك الوقت للذهاب إلي المعهد ولذلك أقول (لمني) صدقت ولك منا جميعا تحية متمنين لك النجاح دائما. وعودة مرة أخري للترشيح قالت مني أول من كلمتني في هذا الموضوع هي وزيرة الثقافة البحرينية الجليلة الشيخة (مي الخليفة) بعد أن وصلهم خطاب لترشيح أحد لهذا المنصب وكان في ذلك الوقت لديهم اجتماع لمجلس التعاون الخليجي.. وكان هناك مرشح سوري وآخر عراقي.. وقد سعدت جدا بالفوز وهذه السعادة كانت مقرونة بإحساس كبير بمدي المسئولية الملقاة علي كامرأة عربية وكأنه بمثابة تحد لي أنا شخصيا. وتضيف (مني) قائلة وكلها تفاؤل وأمل إن المعهد يحتاج إلي صيانة مادية.. فالبناء مرت عليه سنوات ويحتاج إلي الكثير من التجديدات. كما إنها تسعي لتنشيط دوره الرائد في أوروبا كلها لتعميق فهم الثقافة العربية والإسلامية في وقت تدرك جيدا مدي ما أصبح عليه الحال بالنسبة للعرب المقيمين في فرنسا. ولعل من الأشياء التي تشعرني وتمدني بالسعادة أن مصر رغم ظروفها فهي حريصة دائما علي دفع حصتها أتكلم عن العام الماضي.. وكلي أمل إنه في ظل الظروف التي تعيشها أن تظل تدفع التزاماتها. أحلام (مني الخذندار) كثيرة .. متعددة.. أعتقد أنها قادرة علي تحقيقها.. بالتأكيد يتطلب ذلك منها الكثير من الجهد.. لكن النجاح سيكون حلمها.. فهي صورة حلوة ومشرفة للمرأة العربية. مبروك .. يسري نصر الله في (كان) الفن والسياسة علاقة تاريخية مزدوجة.. ووجهان لعملة واحدة يؤثر ويتأثر كل منهما بالآخر.. ولهذا السبب قرر أشهر مهرجانات السينما في العالم (كان) أن يؤجل دورته ال 65 من أجل عيون الانتخابات الرئاسية في فرنسا لمدة أسبوع لينعقد في الفترة من 15 إلي 27 مايو عام 2012. وبعد غياب طال إلي أكثر من خمسة عشر عاما تعود مصر إلي المسابقة الرسمية بفيلم (بعد المعركة) للمخرج القدير (يسري نصر الله) هذا المخرج الذي لايقدم سوي روائع الأعمال.. صاحب (المدينة) »باب الشمس« الجزء الأول والثاني.. والذي لو لم يفعل شيئا في حياته سوي هذا الفيلم بجزءيه لكفاه فخرا.. إن يسري نصر الله هذا الفنان المبدع المهموم بوطنه له كل التحية والتقدير، فوجوده في المسابقة الرسمية حدث مشرف يسعد ويفرح كل مصري ويجعل لمهرجان (كان) هذا العام طعما خاصا ومميزا.. وقد سافر يسري إلي فرنسا وسوف يعود في بداية الأسبوع القادم.. وبهذه المناسبة سوف تقيم وزارة السياحة احتفالية خاصة يستحقها هذا الفنان القدير هو وأبطال فيلمه (منة شلبي) »باسم سمرة« و»ناهد السباعي« و»صلاح عبدالله« وقد شارك في كتابته عمرو شامة فمبروك له ولمصر. وقد اختار مهرجان (كان) الراحلة مارلين مونرو بصورتها المميزة كأفيش لهذا العام.. رغم مرور مايقرب من خمسين عاما علي رحيلها إلا أن حياتها مازالت مثيرة للجدل خاصة زواجها بالكاتب الشهير (ارثر ميللي) وعلاقتها به.. وبالمناسبة فإن فيلم (أسبوع مع مارلين) إخراج سيمون كيرتس الذي يعرض في أوروبا وأمريكا يحقق نسبة عالية من الإقبال الجماهيري. وهو بطولة ميشيل ويليامز .. وإدي ريد ماين.. وهو يحكي عن شاب بريطاني في صيف عام 1969 التقي صدفة بالنجمة مارلين ومن النظرة الأولي حدث بينهما انجذاب شديد ليمضيا معا أسبوعا يروي من خلاله الكثير من حياة هذه النجمة الساحرة. في هذه الدورة يرأس لجنة التحكيم الدولية المخرج الإيطالي الشهير (ناني مورتي) بينما يرأس قسم (نظرة ما) الممثل والمخرج الإنجليزي تيم روث. وإذا كان فيلم الافتتاح »مملكة سطوع القمر« للمخرج ويسي اندرسون الذي يعد أحد شباب السينما الأمريكية الصاعدة والمستقلة.. واختيار هذا الفيلم للافتتاح هو تكريم من لاكروازيت للسينما الأمريكية الشابة.. كما قال جيل جاكوب رئيس المهرجان في المؤتمر الصحفي .. الفيلم بطولة بروس ويليس وبيلي موراي والطفلين كاراها بوارد وجارد تيلمان وقد شارك في كتابة السيناريو رومان كوبولا أما الموسيقي التصويرية فهي (السكندر ديبلا) والفيلم يروي حكايات مثيرة لمجموعة من الصغار والكبار خلال عطلة صيف عام 1965. أما فيلم الختام فهو تكريم للمخرج الفرنسي »كلود ميللر« الذي رحل في الرابع من إبريل من هذا الشهر بعد أيام قليلة من انتهائه لعمل المونتاج. ويعد »كلود ميللر« أحد تلامذة الموجة الجديدة في السينما الفرنسية حيث عمل مساعدا لفرانسوا تريفوا .. ليصبح بعد ذلك واحدا من أهم روادها. وسوف يشهد حفل الختام وتكريمه أفراد أسرته ومحبوه وكل من شاركوه في صناعة أفلامه. وفيلم الختام »تيريز ديكيوريو« مأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب الشهير فرانسوا مورياك وهو بطولة أودريه تونو وجيل لولوش وأنايس ديموستيه.. وسوف يكون لنا متابعات أخري إن شاء الله في أعداد قادمة.