طالب الرئيس الإندونيسى سوسيلو، فى كلمته خلال انعقاد مؤتمر القمة الإسلامية الثانية عشرة فى القاهرة يوم 7 فبراير/شباط بمشاركة 56 دولة تحت شعار "العالم الإسلامي: تحديات جديدة وفرصة متنامية"، بضرورة اغتنام الفرص أمام العالم الإسلامى ليجعل من القرن الحادى والعشرين قرناً للأمة الإسلامية، ولتحقيق السلم والأمن والتنمية للشعوب الإسلامية . ولفت إلى أنّ المنظمة الإسلامية تعد ثانى أكبر منظمة فى العالم بعد الأممالمتحدة . يمثل العالم الإسلامى نظاماً دولياً عابراً للقارات. ورغم ذلك، فالمسلمون ممتحنون فى كل مكان، ومستضعفون فى كل أرض، فوسط الركام الهائل المعتم الذى يلف العالم الثالث، ويمتد إلى المسلمين فى العالم الأول، حسب تقسيماتهم، نجد أن المسلمين هم الهدف والإسلام هو المستهدف . وتبلغ المساحة الإجمالية للعالم الإسلامى 32 مليون كيلومتر مربع تمتد من إندونيسيا شرقاً إلى حدود جمهورية غويانا الأمريكيةالجنوبية . وتعادل مساحة العالم الإسلامى أكثر من سبعة أضعاف مساحة دول الاتحاد الأوروبى مجتمعة . وتعدّ كازاخستان أكبر دولة من حيث المساحة، إذ تبلغ مساحتها مليونين وسبعمئة ألف كيلومتر مربع، وهو ما يعادل مساحة دول أوروبا الغربية مجتمعة . وتمتلك كازاخستان أكبر حدود إسلامية مع الصين (1533 كم) أما على الصعيد الديموغرافي، فيصل إجمالى الكتلة الديموغرافية للعالم الإسلامى إلى نحو مليار وخمسمئة مليون نسمة . وتعد إندونيسيا أكبر دولة إسلامية من حيث التعداد السكاني، ورابع دولة على مستوى العالم بعد الصين والهند والولايات المتحدة، تليها باكستان، ونيجيريا وبنغلاديش، أى أن الدول الأربع تضم ما مجموعه 750 مليون نسمة . أما على صعيد خصائصه البحرية، فيتحكم العالم الإسلامى بأهم الممرات الملاحية والاستراتيجية فى العالم، مثل قناة السويس، وعدد من المضايق الحيوية على مستوى العالم كمضيق جبل طارق، والبوسفور، والدردنيل ومضايق حيوية أخرى . وتسيطر دول العالم الإسلامى على معظم مقاطع المحيط الهندى الذى يشغل حيزاً استراتيجياً، فهو شريان نقل الطاقة الذى يربط المحيط الهادئ بالمحيط الأطلسي، كما يصل آسيا وإفريقيا وأستراليا بعضها ببعض. ويحوى إقليم المحيط الهندى عدداً مهماً من المضايق الاستراتيجية أهمها مضيق هرمز، ومضيق باب المندب، ومضيق ملقا فى جنوب شرقى آسيا، ومضيق بالك بين الهند وسريلانكا، ومضيق سونر بين جزيرتى سومطرة وجاوة الإندونيسيتين، ومضيق زنجبار ومضيق موزمبيق الذى يفصل إفريقيا عن جزيرة مدغشقر ويعد أعرض مضيق فى العالم . أما اقتصادات العالم الإسلامي، فقد بلغ الناتج القومى الإجمالى لأكبر ثمانية اقتصادات إسلامية ما مجموعه 4966 مليار دولار وهو يمثل النواتج الإجمالية لكل من تركيا، وإندونيسيا، وإيران، والسعودية، وباكستان، ومصر وماليزيا . وعلى صعيد ثرواته الهيدروكربونية، تمثل الاحتياطات النفطية فى دول أقطار مجلس التعاون الخليجى الست والعراق وإيران الثقل النفطى الأساسى للعالم الإسلامي، وتحتفظ دول مجلس التعاون وحدها بنحو 47% من احتياطات العالم النفطية، وتمتلك نحو 19% من احتياطات الغاز الطبيعى . وبالرغم من أن الكتلة الديموغرافية للعالم الإسلامى تصل إلى نحو مليار وخمسمئة مليون نسمة، فإنه يعيش أزمات معقدة أقلها وأخطرها فى الوقت نفسه قوته اليومى وسعادته الأسرية، وذلك يعود إلى ما اجتاح العالم من قبل التيار المادى الذى زعزع القيم والعادات والتقاليد، وأصبحت عملية التنشئة الاجتماعية تائهة بين المترادفات الثقافية والسياسية، ووسط ذلك يقف الجيل الجديد حائراً لا يعرف أين يضع قدميه، وينظر إلى المستقبل نظرة الحائر الخائف، لا المغامر الجسور، خاصة أنه لاحت فى الأفق إشكالات تكاد تعصف بالمستقبل القريب والبعيد معاً، مثل التفرقة العنصرية، والظلم الاجتماعي، والحروب، والثورات، والجرائم، والتفكك الأسري، والانهيار النفسى بسبب الانقلابات العسكرية التى وقعت من خلال الجيش فى العقود الماضية . نقلاً عن الخليج الإماراتية