آتشيه أو أتجيه أو أتشين ... مسميات صحيحة يستخدمها الإندونيسيون للإشاره إلى إقليم "آتشيه"، بل يحلو للإندونيسيين أيضاً أن يطلقوا على هذا الإقليم اسم "فرانذة مكة" أي الشرفة المطلة على مكةالمكرمة لأن إقليم آتشيه أكثر الأقاليم الإندونيسية الستة والعشرين تمسكا بشرع الدين وحفاظا على تقاليده. تبلغ مساحة إقليم آتشيه نحو 55 ألف و400 كيلومتر مربع ، ويقطنه4.3 ملايين نسمة يشكل المسلمون منهم نسبة 98.1 في المائة والنسبة المتبقية موزعة على كل من البروتستانت والروم الكاثوليك والهندوس والبوذيين . ويتمتع إقليم آتشيه بقدر كبير من الحكم الذاتي منذ عام 1999، بموجب القرارات التي اتخذها الرئيس السابق عبد الرحمن واحد, وهي القرارات التي تعرف باسم المرسوم رقم4 لسنة2001, والتي أقرها البرلمان الإندونيسي أخيرا. ويشهد إقليم آتشيه حركة تمرد مسلحة للانفصال عن الأرخبيل الإندونيسي وإقامة دولة إسلامية تستفيد من الثروات المعدنية الهائلة للإقليم الذي يحتل موقعا استراتيجيا بالقرب من مضيق ملقا في شمال غرب إندونيسيا . وتقود هذا التمرد حركة تحرير آتشيه ، التي بدأت تمردها في الرابع من ديسمبر عام 1989 إبان حكم الرئيس الأسبق سوهارتو. يقدر عدد الضحايا خلال العقود الماضية في الإقليم بعشرة آلاف شخص، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الجرحى وضحايا الخطف والاغتصاب والاعتقال. ويشعر أعضاء الحكومة والبرلمان بقلق شديد من الاتجاهات الانفصالية داخل آتشيه ويتمسكون بصورة كبيرة ببقاء هذا الإقليم ضمن إندونيسيا نظراً لما يتمتع به من ثروات نفطية وغاز وإنتاج زراعي كبير يعتمد عليها الاقتصاد الإندونيسي.