خطاب الرئيس محمد مرسى أمام مجلس الشورى رسم صورة وردية لواقع اقتصادى رمادى وفى طريقه للسواد فالأسعار منفلتة وبلا مبرر والاحتياطي النقدى تراجع وفى طريقه للزوال والمؤسسات المالية الدولية والجهات المانحة تحاصر مصر اقتصاديا خوفا من الإخوان والإسلاميين, والقيمة الشرائية للجنيه تتراجع امام الدولار وقرارات الحكومة متضاربة وتساعد فى تفاقم الأزمة , وهو ما دفع خبراء اقتصاد الى التحذير من كارثة عاصفة تنتظر المصريين. الدكتور شريف فياض أستاذ الاقتصاد ,و عضو المكتب السياسى لحزب التجمع قال:إن زيادة نسبة التضخم التى بلغت 26% عن سابقتها فى الشهور السابقة من مثيلاتها تؤكد أن الفقراء ومحددوى الدخل اصبحوا فى مهب ثورة الاسعار, خاصة أنهم ينفقون على الطعام والشراب 38% من دخولهم لكونهم اكثر الفئات لتحمل التضخم, إذ تبلغ الزيادة المتوقعة فى الحبوب الغذائية كالقمح والأرز والذرة والمكرونة والفول والعدس والزيوت وبقية البقوليات 20% ,وكذلك السكر وهى خط الدفاع الأخير لغذاء الفقراء الذين يبلغ عددهم اكثر من 40% معظمهم تحت خط الفقر, فى حين لا ترتفع هذه الزيادة فى اللحوم المستوردة وأسعار الألبان رغم كونها اغذية الاغنياء . الدكتور فياض اضاف :إن هناك زيادة فى فاتورة الدعم التى تقدر ب 170 مليار جنيه سنوياً, تصل الى 10%, بما يعادل 17 مليون جنيه سنوياً مع بداية يناير 2013 , وربما تزيد لكون هذه السلع متقلبة فى الاسواق العالمية, ولا تعرف مؤشراتها الثبات, لافتاً الى انه اثناء الازمة المالية العالمية وارتفاع فاتورة الغذاء استوردت مصر طن القمح ب 400 دولار, حيث تصل فاتورة استيراد القمح حتى الآن الى 19 مليار جنيه سنوياً ولا يخفى الدكتور محمد موسى عثمان, رئيس قسم الاقتصاد بتجارة الازهر عن ارتفاع حرارة الاسعار فى مصر دون مؤشر ثابت , على عكس ما هو مألوف فى كل دول العالم وزاد الطين بلة تدهور الاحتياطى النقدى وعدم الاستقرار الامنى والسياسى. والمشكلة تكمن – على حد قول الدكتور عثمان- فى أن مصر سوق مستهلكة غير منتجة حتى القمح نستورد منه 55% لانتاج الرغيف البلدى , حتى أن سعر السكر عندما يتراجع فى العالم فإن السلع التى يدخل فى انتاجها لا يتراجع فى مصر. «التدهور فى الاحتياطى النقدى الناجم عن عدم وجود العملة الصعبة لاستبراد السلع يخلق ازمة فى السوق المحلية ترتبط بعدم السيطرة على الاسعار فى ظل تشوهات الاسواق وعدم احكام الرقابة عليها» , هكذا قال الدكتور عثمان , مؤكدا أن تربص العالم بمصر وكراهيته للإسلاميين ولوجودهم فى الحكم تزيد من وطأة الازمة الاقتصادية .