رغم هدوئه الشديد، إلا أن تحركاته لا تتوقف لتحقيق نتائج فعالة تعود بالنفع على الدولة والمواطن المصرى، خاصة أنه يشرف على تأمين حياة الآلاف من المواطنين الذين وُضعوا أمانة فى عنقه، وذلك من خلال ترددهم على أهم وسائل النقل، وفى مقدمتها السكك الحديدية والنقل العام والنهرى، فضلًا عن أهم وسيلة مواصلات فى القاهرة الكبرى وهى المترو.. إنه اللواء وجيه صادق مساعد أول وزير الداخلية لشرطة النقل والمواصلات، الذى رسمت على وجهه نظرة أمل واستبشار وتفاؤل خلال حواره ل "فيتو"، مؤكدا أن الإدارة تعمل على قدم وساق للنهوض بخدماتها، وذلك من خلال المؤتمرات التى تعقد بشكل دائم مع القيادات الأمنية بشرطة النقل والمواصلات التى تعمل ليل نهار لتوفير سبل الأمن والأمان فى وسائل النقل المختلفة، وبعث اللواء صادق رسالة إلى كل ضابط وأمين وفرد شرطة فى الإدارة بضرورة ضبط النفس فى الوقت الحالى، حتى نعبر تلك المرحلة الصعبة بسلام، مشيرًا إلى ما تم إنجازه مؤخرًا من نتائج إيجابية وفعالة، وغيرها من القضايا الأخرى التى تناولناها معه.. فإلى نص الحوار: - كيف ترى العمل الأمنى فى شرطة النقل والمواصلات؟ * أنا راضٍ تمامًا بالأداء الأمنى فى الإدارة، لكن هناك بعض الوقائع التى تحدث ويتم تعميمها بشكل أو بآخر، وتكون حديث الساعة وتتناولها كل وسائل الإعلام، وهذا خطأ، فتلك الوقائع التى تحدث تكون كلها وقائع فردية، إلا أنها تتحول بقدرة قادر إلى وقائع جماعية. - تقصد أى وقائع؟ * هناك بعض الوقائع، كالتحرش فى مترو الأنفاق وعربات السيدات، وغير ذلك فى باقى وسائل المواصلات الأخرى، ويُلقى باللوم على رجال الشرطة؛ لعدم تأمين السيارات، علمًا بأن دفاتر المحاضر لم تسجل سوى حالات تحرش فردية وغير معتادة، إلا أننى أسمع عن حوادث التحرش بالمترو وكأن ذلك أصبح ظاهرة. - لكن التواجد الشرطى غير كافٍ بالمحطات؟ * هذا غير صحيح، فهناك فرد أمن متواجد فى كل محطة من المحطات مسئول عن تأمين المحطة، وإذا حدث بها أى مشاكل أو تعديات يقوم بتبليغ قيادته للتدخل فى ذلك. - لكننا لا نرى ذلك سوى فى بعض المحطات الرئيسية، كالشهداء والسادات؟ * أنا أكثف التواجد الأمنى فى كل المحطات، خاصة "المحطات النفقية المظلمة"، أما فى باقى المحطات المكشوفة فهى لا تحتاج إلى أفراد أمن. - يعنى ذلك أن الكفاءة الأمنية فى المترو 100%؟ * لا نستطيع أن نقول ذلك، وإن أى نجاح لا بد أن يكون منقوصًا؛ إذ إن الكمال لله وحده، فلم نحقق نجاحًا بنسبة 100%، لكننا نكثف الحملات الأمنية والتواجد الأمنى. - وماذا عن المترو المكيف، وتجديد المتهالك من الخطوط القديمة؟ * الكل ينظر إلى خط العباسية الجديد، ويتمنى أن تكون باقى الخطوط بهذا الشكل، لكن الإمكانيات ضعيفة ومحدودة، لكن دعنى أؤكد لك أن هناك سلوكيات خاطئة من المواطنين فى كيفية التعامل مع الآليات الجديدة والنظم الحديثة التى من بينها مترو الأنفاق. - وماذا عن انقطاع التيار الكهربى وتعطل المترو؟ * هناك أمور أخرى يسأل عنها رئيس جهاز المترو "على حسين"، وتتعلق بالنواحى الفنية، وهذه لظروف طارئة، وجهاز المترو حساس وحيوى، حيث يتردد عليه 3.5 مليون راكب يوميًّا. - أرى على وجهك نظرة تفاؤل؟ * أنا متفائل جدًّا بالمرحلة المقبلة، ويتملكنى إحساس بأن مصر ستنهض، وستكون دائمة فى المقدمة وصاحبة ريادة؛ لأن الله سبحانه وتعالى هو من يحميها، وهو خير حامٍ لها. - هل هناك خطط جديدة تم وضعها مؤخرًا؟ * نعم هناك خطط كبيرة وإستراتيجيات تم وضعها خلال الفترة الأخيرة، وذلك من خلال اجتماعات بشكل دائم للحد من انتشار أعمال العنف، والخروج عن الشرعية والقانون. - ما الذى يتم مناقشته خلال تلك الاجتماعات؟ * يتم وضع خطوط عريضة لكيفية التواصل مع المواطنين، والعمل على حل العوائق التى تواجههم، والمشاكل التى تتواجد داخل وسائل النقل، وسبل حلها بكل يسر وسهولة، وفى هذا السياق لا بد من الإشادة بالجهود الضخمة التى يقوم بها العديد من القيادات فى الإدارة، وعلى رأسهم اللواء يسرى خليفة؛ مدير مباحث شرطة النقل والمواصلات، واللواء منير السيد؛ وكيل إدارتى المترو والسكة الحديد، واللواء نبيل عبد الفتاح؛ مدير إدارة شرطة السكة الحديد، واللواء مصطفى تمام؛ مدير إدارة شرطة مترو الأنفاق. - وكيف تواجهون ظاهرة تمرير المكالمات الدولية؟ * هذه المكالمات لا بد أن تُفرض عليها رسوم، لكن يقوم بعض الأشخاص من خلال استخدامهم لأجهزة ذات تقنيات عالية بتمرير هذه المكالمات، دون أن تمر على شركة الاتصالات، ما يكلف الدولة مبالغ طائلة، لكننا نقوم بعمل الإجراءات القانونية اللازمة، ووضع كافة هذه الاتصالات تحت المراقبة، وتتبعها، وتحديد مكان إجراء هذه المكالمات، من خلال أجهزة ذات تقنية عالية، وبعد تحديد المركز الذى تجرى منه المكالمة يتم ضبط المتهم والأجهزة المستخدمة، واتخاذ اللازم قانونا. - ما حجم المخالفات بوسائل النقل المختلفة خلال الفترة الأخيرة؟ * نحن تمكّنا خلال ال 3 أشهر الأخيرة من العام المنصرم من تحقيق نتائج كبيرة جدًّا وفعالة فى ضبط المخالفين من الباعة الجائلين والمفترشين للطرقات ولمحطات المترو، وداخل محطات السكة الحديد، وفى طريقنا للقضاء على تلك الظواهر السلبية. - وهل هناك إحصائيات وأرقام بذلك؟ * نعم.. فخلال ال 3 أشهر الأخيرة ألقينا القبض على 75 تشكيلًا عصابيًّا تخصص فى السرقة، و300 بائع متجول ومتسول، وألف مخالفة مترو، وقمنا بتطهير محطات عديدة كان يفترشها الباعة الجائلون؛ كمحطة المرج وحلوان والعتبة وغيرها من المحطات، والتى لاقت استحسانًا شديدًا من المواطنين. - وكيف تكون الإجراءات القانونية مع المخالفين؟ * يتم تحرير المحضر اللازم، وفقًا لما ينص عليه القانون، من قبل أفراد الشرطة ورجال الأمن المعنيين بالخدمات فى وسائل النقل، وبحسب نوع المخالفة يتم تحديد موقف المخالف، وقد تكون المخالفات تستوجب الغرامات، وهنا يقوم المخالف بتسديد المبلغ فوريًّا والانصراف، وإذا رفض تتم إحالة المحضر والمخالفة إلى النيابة، وهى صاحبة التصرف، وقد يكون هناك مخالفات تستوجب إلقاء القبض على المتهم، كحيازته أسلحة أو مخدرات أو أقراصًا منشطة أو ترامادول أو أسلحة ثقيلة وطلقات، أو غير ذلك، كالباعة الجائلين والمتسولين وغيرهم، وهنا يتم تحرير المحضر، وإحالة المتهم للنيابة العامة التى تقرر حبسه على ذمة التحقيقات أو إخلاء سبيله، وأنا بدورى أوجه الضباط والقيادات فى التعامل مع المخالفات، وذلك بعد إبلاغى بما يحدث فور وقوع أى حادثة. - لكن الباعة الجائلين يعاودون الرجوع فور تطهير المحطات منهم؟ * نحن لا نقف أمام مصلحة المواطن، ونقدر العناء الذى يعيشه ويتكبده، لكن تلك المحطات التى يفترشها الباعة الجائلون ليست مكانًا لعرض منتجاتهم أو لتجارتهم، فهناك الأسواق والمحال والأماكن المخصصة للبيع، وليس محطات المترو والسكة الحديد، التى جعلها الباعة والمتسولون والبلطجية مسكنًا ومأوى لهم، وأحب أن أؤكد أننى لم ولن أتهاون فى تلك النقطة تحديدًا، حتى يتم تطهير المترو من الباعة والمخالفين والمتسولين، فهو أهم وسيلة نقل، خاصة بعد اتهامنا مؤخرًا بأننا نقصر فى أداء واجبنا الأمنى، وترك الحبل على الغارب لمن هنا وهناك، وعدم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المخالفين. - هل تم وضع خطة لعدم تكرار الكوارث فى السكة الحديد؟ * الوعى والانتباه لا يمنع القدر، لكننى دائمًا أوجه رجال الشرطة بالسكة الحديد إلى ضرورة أداء واجبهم الأمنى والوطنى، وإذا وقع حادث لا قدر الله أو خطأ يكون فنيًّا، وبعيدًا كل البعد عن الناحية الأمنية، وإذا ثبت تقصير أمنى فى أى وقت من قبل رجال الشرطة فى أى إدارة من الإدارات، لا أتهاون لحظة فى معاقبة المسىء فى ذلك والمقصر، بل أحيله للتحقيق، واتخاذ الإجراءات القانونية ضده، وأيضًا إذا ثبت كفاءة أى فرد من أفراد الشرطة فإننى أعمل بنفسى على تكريمه وسط زملائه، ليكون حافزًا للآخرين، وهو ما حدث بالفعل خلال الأيام القليلة الماضية، وتكريمى عددًا من أفراد الشرطة والأمناء بإدارة شرطة النقل والمواصلات لجهودهم المبذولة.