يبدأ صوم مريم العذراء من 7 أغسطس وينتهي 22 أغسطس ولهذا الصوم تقدير كبير لدى الكنيسة الأرثوذكسية ويصومه المسيحيون بزهد وتقشف زائد كإطالة فترة الصوم إلى الغروب. فالكلام عن الصوم هو إمساك لمثلث الحياة الدينية من أحد أضلاعه لأن من يمسك ضلع الصوم بيده يمسك ضلعي الصلاة والصدقة باليد الأخرى. فتنصح خبيرة التغذية والصحة رحاب حمودة لا نأكل ونشبع كثيرا يوم الرفاع لتبدأ صومك بالسقوط لأن الشبع كثيرا يسبب الجوع والتعب الشديد. فكلما قال القديس يوحنا الدرجى (أعرف أن الشيطان في أكثر أوقاتنا يجلس في المعدة ويجعل الإنسان لا يشبع حتى لو أكل مصر كلها وشرب نيلها). وقال الأب يوحنا (تأكد تماما أن العدو يهاجم القلب عن طريق امتلاء البطن). وقال القديس أسحق (في بطن امتلاء بالأطعمة لن يوجد مكان لمعرفة أسرار الله). ويستنتج أن كبير البطن أحلامه الرديئة تكدر قلبه والذي ينقص من أكله يصير في كل وقت منتبها لأنه يظلم عقله إذا امتلأت بطنه من المأكولات. فكما عاهدت المسيح أن تسلك الطريق الضيقة فضيق بطنك أولًا لأن البطن العريض الواسع يستحيل أن تسير في طريق الرب الضيقة فإن شبعنا وامتلأت بطوننا يكون نسياننا لله أسهل فقال (أنا عرفتك في البرية في أرض العطش لما رعوا شبعوا. شبعوا وارتفعت قلوبهم لذلك نسونى (هو: 5 - 6). فالصوم هو العامل المشترك يفيد الروح والجسد فلا يضر الجسد حين تستفيد منه الروح ولا يضر الروح يستفيد منه الجسد في حالة العلاج. فالصوم ليس إذلالا للجسد وإنما هو إنعاش للروح. وينصح بأكل النباتات أثناء فطار الصيام إلى أن الطعام الأساسى للإنسان الذي أمر الله به منذ بدء الخليقة هو أكل النباتات ولم يسمح الله للإنسان بأكل اللحوم إلا بعد الطوفان فلذلك كان من الطبيعى أن يعود الإنسان في أثناء الصوم إلى حياة الإنسان الأول أي يحيا نباتيا فيتقطع عن الطعام انقطاعا تاما فترة لاتقل عن تسع ساعات ثم يأكل بعدها طعاما من نباتات الأرض مثل القمح والشعير والفول والعدس. فهذا التغير في نوعية الطعام أثناء الصوم يعتبر أمرًا جوهريًا يساعد على تهذيب النفس والحد من توقد شهواتها فلا يمكن أن نصوم صوما انقطاعيا وبعد ذلك تناول ما لذ وطاب من الأطعمة لأن ذلك يجعل الإنسان أكثر شراهة للطعام ويصبح أشبه بالأسود التي كانوا يتعمدون تجويعها فترة حتى تكون أكثر شراهة وافتراسا حينما يلقون إليها إنسانا مطلوب إعدامه كما كان في العصور الأولى.