اجتمع الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد، مع شيوخ مصر وعلى رأسهم شيخها الجليل فضيلة الشيخ أحمد الطيب الذى حذره وطلب منه علانية فى المقابلة أثناء زيارته لمصر عدة نقاط: أولاً: عدم نشر التشيع فى الدول غير الشيعية.. وثانياً: وقف التهديد والتدخل فى شئون دول الخليج.. وثالثاً: إصدار تشريع إيرانى يجرم سب الصحابة وأمهات المؤمنين.. ولو أننى قرأت مؤخراً أن هذا التشريع موجود وهذا شىء طيب من فضيلة الشيخ أحمد الطيب. إلا أن فضيلته لم يتطرق لمشكلة منطقة الأهواز العربية السنية المضطهدين من النظام الإيرانى.. وقد زار الرئيس نجاد والوفد المرافق له مقامى السيدة زينب والحسين رضى الله عنهما.. وقوبل بهتافات معادية من بعض المصريين والسوريين قذفه خلالها أحد السوريين بحذائه.. لوقوفه مع الأسد فى قتل السوريين وتدمير سوريا كما قال فى إحدى المقابلات التليفزيونية.. ومما قاله نجاد فى مصر أثناء زيارته الأخيرة لتحسين الصورة الإيرانية لدى المصريين والعرب بصفة عامة: مصر صانعة التاريخ.. ومستعدون للتكامل التام معها.. وإيران ليست "فزاعة" للخليج.. وشعبها محب للسلام.. وفى نهاية زيارته صرح الرئيس نجاد بأنه ليس الرئيس الإيرانى فقط بل والشعب الإيرانى معه يسعون لتوطيد العلاقات مع مصر.. وأن سب الصحابة شىء قبيح.. وأعلن من القاهرة إعادة العلاقات الدبلوماسية مع دولة السنغال. فيما صرح السيد صالحى، وزير الخارجية الإيرانى إلغاء تأشيرات الدخول للمصريين من رجال الأعمال والتجار والسائحين تعزيزا لهذه العلاقات، وكان رد المتحدث الرسمى للرئاسة المصرية إن التقارب مع إيران مرهون بحل الأزمة السورية وتقبل الرأى العام المصرى لذلك. ويحضرنى فى هذا المقام ما حذرت منه إذاعة صوت إسرائيل أثناء الزيارة من التقارب المصرى الإيرانى مخافة نقل تكنولوجيا الصواريخ وطائرات التحكم عن بعد الإيرانية إلى مصر، وقالت إن هذا التقارب ينذر بخطر تحول موازين القوى فى الشرق الأوسط إلى كفة مصر.. وأعرب شاؤول موفاز رئيس حزب (كاديما)، الصهيونى ورئيس الأركان السابق عن قلقة من التقارب المصرى الإيرانى وقال: يبدو أن مفاجآت (قصير القامة) لن تتوقف وإننا أمام تغير إقليمى وشيك يصب فى مصلحة مصر.. وفى المقابل نجد هنا فى مصر ومن (أهالينا) أيضا من يقف ضد هذا التقارب وتتركز هذه الجبهة فيما يسموا أنفسهم ب (السلفيين) .. وما لبثوا يحذرون منها فى كل وسائل الإعلام. وأمام كل هذه الخيارات، فإن على مصر أن تتخذ ما يتوافق مع تاريخها وموقعها العربى والإسلامى والدولى ومصالحها الاستراتيجية.. ومن وجهة نظرى فإن التقارب المصرى الإيرانى وتبادل العلاقات الدبلوماسية الكاملة معها.. إذا تم إدارته بحنكة وحكمة وسعة أفق وبصيرة .. فإن محصلته النهائية .. تصب بلا جدال فى صالح مصر والقضايا العربية.