فى أول تجربة سياسية حقيقية فى مصر شارك من يسمون بالإسلاميين فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى (الإخوان المسلمون بصفتهم بحزب الحرية والعدالة وحزب الوسط وحزب النور وحزب الأصالة وحزب الفضيلة وحزب النهضة والبناء والتنمية) وقد دعمت هذه الأحزاب بعضها البعض وأظهروا للعامة وحدة مطلبهم وأنهم القادرون على النهوض بمصر ووضعوا أيديهم فى أيدى بعض. وفى أول مرحلة من الانتخابات ظهر الصدام بينها والضرب تحت الحزام وانتهى شهر العسل مما يدل على السعى من كل منهم للوصول للسلطة دون النظر لأى منطق أو احترام للمنافسة الشريفة وإنما انطلقت منهم الشائعات على بعضهم البعض وانتشرت الرشا الانتخابية والصدام بالأيدى. لماذا البعد عن العمل الأصلى؟ كان الأفضل للإخوان التركيز على العمل الخيرى والتربوى الذى أنشئت الجماعة من أجله وكذا السلفيين كان الأفضل لهم التركيز على الدعوة. لعبة السياسة جعلت الإسلاميين يخرجون عن الاستقامة واضطروا للنفاق والكذب وإطلاق الشائعات للفوز بمقاعد البرلمان والسعى للسلطة وكان الأجدر بهم عدم الانصياع لكل ذلك وأن يفرضوا مبدأ الاستقامة والصدق فى القول والعمل ويظهروا للعالم أجمع أنهم أحق بالقيادة لما يتمتعون به من خلق وعدل وصدق وأن يخرجوا بالسياسة من مستنقع النفاق والدجل والرشا وإما البعد عنها والتركيز على العمل الخيرى والتربية القويمة والدعوة للحق. هذا المقال ليس محاربة للإسلاميين ولكنه نقد لتصرفاتهم إذا أرادوا النهوض بالمجتمع أما ما نراه من تناحر وشجار وتصارع ليس من الإسلام فى شىء فالإسلام دين الحرية والمحبة والسلام واحترام الغير والتعارف والإحسان والخلق القويم، فلنراجع حساباتنا من أجل إسلامنا ومجتمعنا إما البعد عن السياسة أو المشاركة بقواعدها وإبعادها عن الدين أو المشاركة والخروج بها من مستنقعها النفاقى والرقى بها بأخلاقنا ولكم الرأى.