شاهد الفيلم وعالج نفسك..لا يتوقف العلماء الغربيون عن ابتكار وسائل جديدة تساعد في تقدم العلم وحل كثير من مشكلات البشر.. ويعد استخدام الأفلام السينمائية في علاج الأمراض النفسية وزيادة القدرات الذهنية لمرضى "التخلف العقلي" أحد أحدث هذه الوسائل الجديدة.. ويقود هذه التجربة في الولاياتالمتحدةالأمريكية "د. جون هلسي"، والذي أكد نجاح تجربته في تحسين حالات المرض بنسبة 90 % . وتشير الدراسات حول هذه التجربة إلى اعتمادها على نموذجين للعلاج بواسطة مشاهدة الأفلام السينمائية: الأول هو نموذج الأفلام الاجتماعية والرومانسية التي تتناول المشاعر الإنسانية مثل الحب والكراهية والغيرة، وتناقش قضايا الزواج والطلاق والصداقة.. وهي الموضوعات المتطلبة لتفاعل المشاهد واندماجه في أحداثها، أما النموذج الثاني فيميز بالإيقاع السريع الصاخب الذي يعتمد علي الحركة، وهذا النوع يستخدم في قياس مدى استجابة المريض للأصوات المصاحبة للحركة، ودرجة قبوله أو رفضه لهذه الأفلام التي تعبر عن ميول المريض الداخلية، مثل تقبل المريض لرؤية مشاهد القتل في هدوء، وترحيبه بها في بعض الأحيان بما يدل على وجود مشاعر عدائية مكبوتة تجاه الآخرين. ويتم العلاج في الغالب بطريقتين: الأولى تتناول الأفلام بأن يقوم الطبيب بعرض فيلم على مجموعة من المرضى، ثم يطلب منهم إعادة تقديم نفس الأدوار التي شاهدوها في الفيلم، ثم يقوم بعرض فيلم آخر عليهم، ويختار لحظة ما يوقف فيها العرض ويطلب من كل مريض أن يضع نهاية للفيلم بالطريقة التي يراها مناسبة. أما الطريقة الثانية فيتم فيها عرض الفيلم على مجموعة من المرضى لا يزيد عددهم عن سبعة أفراد، ويتابع الطبيب ردود أفعالهم أثناء العرض ليتعرف على الزوايا الغامضة في شخصية كل مريض ومواطن مرضه، وبالتالي مفاتيح العلاج، كما يصل عن طريقها إلى مداخل جديدة للحوار معهم، وقد أثبتت التجارب نجاح هذه الطريقة في علاج مرضى "التخلف العقلي"، وذلك عندما يصل المريض إلى أعلى درجة من الإدراك لما يشاهده. وعلي الرغم من استخدام الأفلام في العلاج النفسي في الخارج إلا أن استخدامها في الوطن العربي ما زال محدودًا جدًّا، كما أن الأطباء المتخصصين في هذا المجال لا يزيد عددهم على أصابع اليد الواحدة.