«شهيد يوصل شهيد» كانت هذه أبرز الكلمات التي قالها الشهيد عبدالله البحيصي، قبل أيام معدودة من استشهاده، خلال مشاركته في جنازة الشهيد عبد العزيز أبو زعيتر والذي يعتبر من جيرانه وأصدقائه، بعد مشاركته في عملية نفذتها كتائب القسام شرق دير البلح برفقة خمس شبان آخرون واستشهدوا على الفور. فخلال مشاركة «البحيصي» في الجنازة التقط له المصورون بعض الصور خلال التشييع في جنازة أبو زعيتر، وتناقل بعض أصدقائه حديثه خلال الجنازة عندما قال لهم، «هذه هي حياتنا شهيد يوصل شهيد اليوم نشيع أبو زعيتر وغدا قد نشيع أحد المشاركين»، وبعد عدة أيام كان بالفعل الشهيد عبدالله هو التالي بعد أبو زعيتر مباشرة، ليصدق قوله «ويحمل على الأكتاف بين أقاربه وأصدقائه». وبدأت تفاصيل استشهاد «البحيصي» قبل عدة أيام حينما جلس عبدالله برفقة شقيقه حسن وحكم على سطح منزلهم المكون من طابقين، لمتابعة أخبار العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة وهربا من الحر نتيجة انقطاع الكهرباء المتواصل على قطاع غزة. مرت الدقائق سريعة على سطح المنزل في الجلسة العائلية، ليغادرهم شقيقه الأصغر حكم متوجها لمتابعة ما يجرى في الشارع أسفل منزلهم، واستمر الشهيد برفقة أخيه حسن يستمعون الأخبار، وبعد نصف ساعة التحق حسن بشقيقه حكم. وارتقى شهيد واحد ونجت بقية الأسرة، حيث يعتبر الشابين الذين غادروا الجلسة هم الوحيدون المتبقين من الأسرة، وبعد ابتعاد الشقيق الأكبر حسن عن شقيقه عبدالله مسافة قصيرة متوجها إلى بيت الدرج ليبدأ النزول للأسفل، ليسقط صاروخ مفاجئ على سطح المنزل ويرتقى عبدالله شهيدا، ثم يخترق الصاروخ سطح المنزل الباطون منفجرا في الغرفة المتواجدة أسفل الشهيد محدثة بعض الجروح بوالدته. وبدأ الأسرة والجيران في عملية البحث وسط الدخان الكثيف والركام عن الناجين وإخراج الشهيد من داخل المنزل بصعوبة. وفى إفادة أم الشهيد أم عمر البحيصي قالت ل«دنيا الوطن» أنها قبل حدوث الانفجار واستهداف ابنها عبدالله جاءها في المنام ابنها الشهيد الأول عمر قائلا لها «ابعثيلى عبدالله»، فردت عليه ضاحكة «خذ حسن لأنه صاحبك وحبيبك» وخاصة أن حسن يلي الشهيد عمر مباشرة في ترتيبه بين الأبناء، فأجابها الشهيد «لا ابعثيلى عبدالله»، وانقطع الحلم على الفور بصوت الصاروخ الذي جاء سريعا ليرتقى عبدالله شهيدا ويتحقق الحلم ويلتقي عبدالله بشقيقه عمر الذي غاب عنه 13 عاما في الجنة.