تسببت صواريخ المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة بأزمة كبيرة للسياحة الإسرائيلية، حيث تواصل تدهور العائدات وإلغاء الحجوزات وقدرت خسائر القطاع بمئات ملايين الدولارات. واستقر معدل ارتياد الفنادق في إسرائيل في يونيو ويوليو عند خمسين في المائة مقارنة بنحو ثمانين في المائة في الفترة ذاتها من العام الماضي، إذ سجل إلغاء حجوزات وتراجع للعائدات من السياحة الأجنبية بنسبة ثلاثين في المائة منذ بدء الحرب على غزة قبل ثلاثة أسابيع، وفقا لبيانات صادرة عن اتحاد وكالات السياحة الإسرائيلية. وهوى ارتياد الفنادق في المناطق الجنوبية وفي النقب خلال حملة "الجرف الصامد" إلى أدنى مستوى وتراجع معدل الحجوزات إلى عشرين في المائة غالبيتها الساحقة للطواقم الصحفية العالمية التي تغطي الحرب على غزة. ويقدر اتحاد الفنادق الإسرائيلية إجمالي الأضرار المباشرة على قطاع الفندقة وصناعة السياحة جراء إطلاق الصواريخ الفلسطينية وتعليق الطيران الدولي إلى مطار بن غوريون بنحو 700 مليون دولار، وقد يستمر تراجع العائدات من السياحة ليصل إلى مليار دولار حتى الخريف القادم. وبلغت صواريخ المقاومة الفلسطينية العمق الإسرائيلي خلال الحرب الحالية، خلافا لحربي "الرصاص المصبوب" عامي 2008 إلى 2009، و"عمود السحاب" في العام 2012، حيث اقتصر مدى الصواريخ على النقب والجنوب، ولم يتضرر قطاع الفنادق والسياحة كثيرا. وحسب صحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية الإسرائيلية، فقد قدرت خسائر قطاع الفنادق بإسرائيل خلال الحرب الحالية بنحو 300 مليون دولار. ونقلت الصحيفة عن مدير عام اتحاد الفنادق شموليك تسورال قوله: إن قطاع السياحة لم يشهد منذ العام 2004 أزمة من هذا القبيل. ومع تدرج العمليات العسكرية، وعدم التوصل لتهدئة شاملة، لم تسجل لشهر أغسطس القادم حجوزات فندقية بالمدن الإسرائيلية الكبرى. بل إن تسورال أكد أن الكثير من السياح الأجانب قاموا بإلغاء حجوزات الخريف القادم، وهو ما ينذر بكساد سياحي لم تعهده إسرائيل من قبل، حسب تعبيره.