سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أزمات "الرئاسة" و"الجيش" فى مصر بعيون عالمية.. وجبة دسمة على مائدة وكالات الأنباء والصحف الدولية.. العسكريون يوجهون تهديدات مستترة لمرسى.. وصبرهم ينفد يوماً بعد الآخر
أجمعت العديد من وكالات الأنباء والصحف العالمية الكبرى، الصادرة اليوم الخميس، على أن صبر المؤسسة العسكرية فى مصر بدأ ينفذ تجاه ما تقوم به مؤسسة الرئاسة فى مصر. وفى نفس الإطار ذكرت وكالة "الأسوشيتد برس" الأمريكية للأنباء، أن المؤسسة العسكرية فى مصر بدأت تظهر عليها "علامات" تشير إلى نفاد صبرها المتزايد من قادة البلاد الإسلاميين، وهو ما تمثل فى انتقاداتها المتوالية لمؤسسة الحكم فى مصر وإصدارها لتهديدات مستترة، وبشكل غير مباشر، بأنها قد تستولى على السلطة مرة أخرى. وأضافت الوكالة: "يأتى هذا فى الوقت الذى أصيب فيه كثير من المصريين باليأس تجاه إمكانية الوصول إلى نهاية وشيكة للمأزق السياسى الذى تمر به مصر، الذى أصاب الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين بالشلل، ووضعهم فى خندق واحد فى مواجهة المعارضة، والتى تتمثل فى معظمها "شخصيات علمانية وليبرالية"، وهى المواجهة التى تشهد عمليات شد وجذب بين المعسكرين على خلفية قاتمة من انتشار الفوضى والجريمة وارتفاع تدهور الاقتصاد". ونقلت الوكالة عن مايكل حنا، الخبير فى شئون الشرق الأوسط فى مؤسسة القرن الأمريكية، قوله: "من حيث الجوهر، فإن الجيش لن يسمح بأن يكون الاستقرار الوطنى أو امتيازاته المؤسسية الخاصة واقعاً تحت التهديد، من جراء احتمالات حدوث انهيار فى النسيج الاجتماعى فى مصر أو أن يمتد الصراع المدنى إلى نطاق واسع". بينما أشارت، صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إلى أن الجيش المصرى بدأ ينفد صبره أمام القادة الإسلاميين، وانتقد الجيش بشكل غير مباشر سياساتهم، وأصدر تهديدات غير مباشرة بأنه قد يستولى على السلطة مرة أخرى، مضيفة أن "الاحتكاك بدأ بين الحكومة والجيش، عندما أشيع أن الرئيس محمد مرسى سيعين جنرالاً جديداً محل وزير الدفاع ورئيس هيئة أركان الجيش عبدالفتاح السيسى، وذلك بسبب مقاومته لتحقيق فرض سيطرة الإخوان على الجيش". وواصلت الصحيفة الأمريكية: "وقد أغضب هذا السيسى، وجعله يصرح بأن الدولة سوف تنهار إذا لم يتم التوصل لحل الأزمة السياسية، وفى تصريح آخر له قال السيسى "إنه لن يسمح بسيطرة الإخوان أو مجموعة أخرى على هوية الجيش الوطنى". كما اهتمت العديد من وكالات الأنباء، ومنها الفرنسية والألمانية ورويترز، بالتصريحات التى صدرت عن العقيد أركان حرب، أحمد محمد على، المتحدث العسكرى للقوات المسلحة، والذى أكد أن الملصقات التى تحمل إشارات دينية على إحدى المركبات الفردية التابعة للجيش المصرى، تصرف فردى، مضيفاً أن "التعليمات واللوائح الخاصة بأسلوب تشغيل ومظهر المركبات التابعة للقوات المسلحة تمنع تماماً وجود أى ملصقات من أى نوع على جسم المركبة، وأن الصورة تعبر عن تصرف فردى لسائق المركبة والذى استلزم اتخاذ إجراءات قانونية لمحاسبته على مخالفة التعليمات واللوائح المنظمة لتشغيل المركبات بالقوات المسلحة، ولمنع تكرار ذلك مستقبلاً". كما نقلت الوكالات عن المتحدث العسكرى قوله: "مخالفة مركبة واحدة لا تعنى أن هناك ظاهرة بدأت فى الانتشار بين مركبات الجيش وتوظيفها لأغراض سياسية؛ لأن مركبات القوات المسلحة تتحرك على مدار اليوم بكل طرق وشوارع مصر ويشهد لها الجميع بالانضباط والالتزام بالقواعد". وأرجعت الوكالات العالمية، على اختلاف لغاتها، الأزمة الراهنة بين الجيش والرئاسة إلى الشائعات التى كانت، قد ذكرت وجود نية لدى مؤسسة الرئاسة لإقالة الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وهو ما اعتبرته الوكالات لعباً بكرة اللهب، والتى سرعان ما تتضخم حتى تصل إلى الانفجار الذى لا يتمناه، لأنه لن يستطيع أحد أن يحتوى آثاره". ونصحت صحيفة "واشنطن بوست" إدارة الرئيس باراك أوباما أن تظهر بعض الحزم تجاه القاهرة، حيث إن طفل الربيع العربى المدلل (مصر) يواجه أزمة تلوح اقتصادى وانهيار واسع النطاق فى القانون والأمن، مما أدى إلى انتشار الجريمة والاغتصاب، وهو ما يشل جهود القاهرة التى تحاول أن تصبح ديمقراطية مستقرة، على حد قولها. وأضافت أنه رغم فوز مرسى بسدة الحكم، إلا إن الإخوان القوة السياسية الأقوى فى مصر لا تحظى بدعم أغلبية الشعب، فهى تعجز عن فرض إرادتها ببساطة.