سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"كوبرى عباس" أول شرارة ليوم الطالب العالمى.. 200 طالب مصرى بين قتيل وجريح فى حادث 1946.. طلاب الجامعات والمدارس يحيون ذكراه ال 66 بشعار "مجانية التعليم"
"كوبرى عباس".. أحد أشهر الكبارى المصرية المقامة على نهر النيل، حيث يربط بين محافظتى القاهرةوالجيزة، يحظى بشهرة واسعة بين المصريين، مما جعل المطرب الشعبى أحمد عدوية يغنى له "على كوبرى عباس ماشية وماشية الناس". لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن هذا الكوبرى شهد واحدة من أشهر الحوادث المأسوية فى تاريخ مصر، التى وقعت يوم 21 فبراير عام 1946 ليخصص هذا اليوم من كل عام "يوماً عالمياً للطالب"، تضامناً مع الطلاب المصريين الذين اعتدت عليهم قوات الأمن لتظاهرهم ضد الملك فاروق. ففى عام 1908 قرر الخديوى عباس حلمى الثانى إنشاء هذا الكوبرى، ليربط بين القاهرةوالجيزة، حيث يبلغ طوله 535 متراً وعرضه 20 متراً، وتمر الأيام وتندلع ثورة يوليو ليتحول اسمه إلى "كوبرى الجيزة"، إلا إنه وعلى مدار السنوات ظل محتفظاً باسمه الذى اشتهر به لعقود طويلة. ويعد حادث كوبرى عباس، الأشهر فى تاريخ مصر الحديث، والذى وقع فى ظل تولى محمود فهمى النقراشى رئاسة الوزراء عام 1946، وتحديداً فى عهد الملك فاروق. ووسط تصاعد الحركات الاحتجاجية ضد السياسات الحكومية الموالية للمستعمر الإنجليزى آنذاك، لم يكن الطلاب بعيدين عن هذه الحركة، وتصاعدت المظاهرات بعد أن تقطعت كل السبل بين المحتجين والحكومة المتخاذلة والمتواطئة مع الاحتلال البريطانى، ولعبت الصحف والاجتماعات واللقاءات دوراً مهما فى تحريك مشاعر الغضب والرفض للوضع القائم واتجهت لإكساب الجماهير شعوراً واحداً يتربص بأى بادرة من الحكومة للمساومة مع المحتل. وفى تلك الفترة تناقصت شعبية الملك فاروق أيضاً، وتحديداً بعد أن لعبت الحرب العالمية الثانية حينها، دوراً فى إحداث تغييرات اجتماعية واقتصادية فى الشعب المصرى، ألقت بظلالها على الأزمات الخانقة التى جعلت المواطنين أكثر "تشاؤماً وواقعية"، مما أدى إلى فشل حملات الملك الدعائية والتقليدية. أما عن السبب المباشر لهذه المظاهرات وما ترتب عليها، فقد تمثل فى فتح "النقراشى" باب المفاوضات مع بريطانيا حول الجلاء محاولاً إحياء اتفاق "صدقى بيفن" الذى أفشلته المظاهرات الشعبية، فتقدمت حكومته فى 20 ديسمبر 1945 بمذكرة للسفير البريطانى بطلب بدء المفاوضات حول الجلاء، إلا إن الرد البريطانى فى 26 يناير 1946، أكد على الثوابت الرئيسية التى قامت عليها معاهدة 1936 والتى أعطت مصر استقلالا منقوصاً يتمثل فى بقاء القوات البريطانية فى مصر لتأمين قناة السويس. وعلى أثر هذا الرد، اندلعت مظاهرات عارمة فجرها طلاب جامعة القاهرة، وشارك فيها العديد من طلبة المعاهد والمدارس، وخرجت من الجامعة أضخم مظاهرة عرفت منذ قيام الحرب العالمية الثانية، وعبرت شارع الجامعة ثم ميدان الجيزة إلى كوبرى عباس، وتصدى لهم "البوليس" وحاصرهم من الجانبين، وتم فتح الكوبرى فجأة، أثناء المحاصرة، لتبدأ سلسلة من الاعتداءات على الطلاب، فسقط البعض فى مياه النيل وقتل وجرح أكثر من 200 شخص فى هذا اليوم. أطلق على هذا الحادث "مذبحة كوبرى عباس"، حيث يعد أحد الأيام المشهودة للحركات الطلابية، وعلى الفور تضامنت الحركات الطلابية فى العالم أجمع مع الحركة الطلابية فى مصر، وانطلقت المظاهرات فى أرجاء العالم متضامنة مع طلاب جامعة القاهرة، وتم اختيار يوم 21 فبراير يومًا عالميًا للتضامن مع الطالب المصرى تكريماً لشهداء مذبحة كوبرى عباس. وتمر علينا اليوم ذكرى مذبحة كوبرى عباس، حيث دعا عدد من طلاب الحركات السياسية والثورية إلى مسيرات تنطلق من أمام جامعة القاهرة وميدان عبدالمنعم رياض، إلى كوبرى عباس لإحياء ذكرى يوم الطالب العالمى، وللمطالبة بإقرار تشريع يضمن مجانية التعليم. حيث دعا طلاب الأحزاب والحركات السياسية وطلاب المدارس والجامعات إلى النزول للشارع والتوجه إلى كوبرى عباس للمطالبة بالقصاص لشهداء ثورة 25 يناير، والإفراج عن المعتقلين من الطلاب.