أبداً .. لم يكن يوماً عادياً إنما هو يوم ترقبه أهالى شهداء مذبحة بورسعيد منذ 365 يوما بالتمام والكمال .. رفضوا أن يقيموا سرادقات العزاء والآن بدأ بعضهم فى تقبل العزاء بعد إحالة 21 متهماً فى الأحداث إلى المفتى وإصدار الحكم على باقى المتهمين يوم 9 مارس .. «فيتو» قررت أن تتناول الحدث من زاوية رأت أنها الأفضل وهى التواجد فى منزل أم شهيد لترصد حركتها منذ الاستيقاظ فى الصباح وحتى لحظة صدور الحكم. وقع الاختيار على الزميلة سامية شكرى بحكم علاقتها بأمهات الشهداء والمصورة المقاتلة إنجى عماد للقيام بالمهمة رغم خطورة الأوضاع الأمنية والذهاب إلى إمبابة بعد صلاة فجر يوم المحاكمة. دق جرس الباب فى منزل أم كريم فى السادسة صباحاً, رصدناها وهى تصلى وتتلو القرآن الكريم حيث قامت بتلاوة سورة يوسف أكثر من مرة. لحظات مرت وكأنها دهر حيث حرصت أم كريم على الحديث مع ابنها الشهيد رغم أنه لقى وجه ربه الكريم وتحدثت مع صورته وابتسمت وأكدت له انها لن تعود الى البيت الا بعد ان يمنحها القضاء حقها وقالت : «يا نجيب حقهم يا نموت زيهم» فى إشارة إلى الهتاف الشهير لألتراس أهلاوى. وبمرور الوقت رفضت أم كريم أن تتناول الطعام واكتفت بتناول كوب النسكافيه قبل الخروج من باب منزلها ثم دخلت فى نوبة بكاء وقبلت الصورة ثم قرأت الفاتحة لتبدأ رحلة الذهاب إلى مقر المحاكمة بالتجمع الخامس. رحلة الذهاب إلى المحكمة تمت بسيارتين الأولى تخص أم مريم وتواجد معها فى السيارة محررة ومصورة فيتو وشقيقتها وصديقتها المقربة «صباح» وفى السيارة الثانية تواجد شقيقها مصطفى وأربعة من شباب الألتراس فى منطقة إمبابة. دخلت السيارة محطة بنزين للتموين وعرضت صديقتها صباح أن تشترى لها زجاجة مياه ولكنها رفضت وأثناء السير إلى المحكمة رفضت أم كريم الذهاب إلى النادى الأهلى وقررت ان تذهب إلى مقر المحاكمات أولاً بأكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس. يذكر أن والدة كريم فضلت أن ينام ابنها الصغير عند خالته حيث يعتبر «نور» الابن الصغير هو الأمل الوحيد لأم كريم بعد أن فقدت زوجها وابنها كريم . لحظات كثيرة مرت ما بين الوصول إلى المحكمة وإعلان القاضى حكم إحالة المتهمين إلى المفتى . اختلطت الدموع بالأفراح بعد إعلان حكم المحكمة .. تنفست الصعداء وبدأت تشعر بأن دم ابنها لم يذهب هدراً وقررت أن تصاحب أسر الشهداء إلى النادى الأهلى لاستكمال الاحتفالات.