انهال الثلاثة ضربًا وطعنًا على جسد «بهية» ثم أحرقوا الجثة حتى تفحمت ايصال صور فوتوغرافية، وصورة طفلة صغيرة.. كانا بداية الخيط الذى كشف عن واحدة من أغرب الجرائم وأبشعها، وأكثرها غموضا، وصعوبة، ومن خلالهما تمكن رجال المباحث، ومعهم محقق «فيتو» من التوصل الى معلومات مثيرة، بعد رحلة بحث طويلة استغرقت عدة أيام.. بدأت بالعثور على بقايا جثة آدمية محترقة ومتفحمة تماما، وانتهت بالقبض على الجناة، وتقديمهم إلى النيابة العامة.. وما بين البداية والنهاية تفاصيل مثيرة يرويها المحقق فى السطور التالية: كانت البداية عندما عثر احد المزارعين بقرية بنى حبيش التابعة لمركز طنطابالغربية، على بقايا جثة آدمية عبارة عن جمجمة وبعض العظام المحترقة.. أسرع الرجل الى اللواء حاتم عثمان -مدير امن الغربية- وقدم له بلاغا بالحادث.. فى مسرح الجريمة راح رجال المباحث يجمعون الأدلة واى شيء قد يحدد صاحب الجثة، وكان من بين ما عثروا عليه ايصال استلام صور فوتوغرافية باسم «رحمة»، و»شبشب» وجوارب وملابس داخلية حريمى.. تم نقل تلك البقايا الى مشرحة المستشفى، وبدأت رحلة البحث عن هوية القتيل.. اقترح محقق «فيتو» على ضباط الشرطة الاستفادة من ايصال الصور الفوتوغرافية فى تحديد شخصية «رحمة» المكتوب اسمها فى الايصال.. بالفعل توجه الضباط الى استوديو التصوير، واكتشفوا ان سيدة حضرت قبل يوم واحد وطلبت تكبير صورأطفالها حتى تعطيها لزوجها المسجون، وان رحمة هذه ابنتها الصغيرة، ولا يعرف شيئا اكثر من ذلك.. أخذ الضباط صورالصغار لعلهم يحصلون منها على شيء.. عند التأمل فى صورة الطفلة رحمة، تبين انها ترتدى سلسلة صغيرة مطبوع عليها صورة غير واضحة.. نصح المحقق بتكبير هذه الصورة باستخدام تقنيات متطورة لعلها تظهر شيئا جديدا فى القضية.. بعد تكبير الصورة ، اكتشف الضباط أنها خاصة بنزيل فى سجن وادى النطرون يقضى فترة العقوبة فى قضية مخدرات. انتقل الضباط الى السجن وعرضوا الصورة عليه، واكد انها خاصة بابنته رحمة، من زوجته الثانية «بهية .م».. عاد الضباط الى طنطا، وانتقلوا مباشرة الى منزل الزوجة، والتقوا بوالدها، الذى اكد انها متغيبة منذ عدة ايام ولا يعلم عنها شيئا، واكد انها كانت على خلافات دائمة مع ضرتها « ابتسام .ص».. بدأت ملامح القضية تتضح شيئا فشيء وأيقن محقق «فيتو» ان ابتسام لها يد فى الجريمة.. راح يبحث ويفتش وراء هذا الاحتمال، فاكتشف مفاجأة مذهلة.. فالضرتان «ابتسام وبهية» تمارسان الأعمال المخلة بالآداب، عن طريق سيدة أخرى تدعى «قدرية»،وحدثت بينهما خلافات حادة على هذا العمل، فضلا عن الغيرة والمشاكل المعتادة بين الضرتين.. قررت ابتسام التخلص من بهية، فاتفقت مع قدرية ومسجل خطر يدعى سلطان وشهرته «الأسود» على قتلها.. يوم الحادث استدرجت السيدتان المجنى عليها الى مكان ناء خارج قرية بنى حبيش، بحجة ممارسة الحرام مع «زبون» مقابل مبلغ مالى كبير، ثم سرقة امواله ومتعلقاته الشخصية، وما ان وصلن الى المكان المتفق عليه، حتى فوجئت الضحية بضرتها وصديقتها تشلان حركتها، وتضربانها بقطعة حديدية على رأسها، ثم ظهر الاسود ووجه لها عدة طعنات نافذة فى اماكن متفرقة من جسدها، الى ان فارقت الحياة، ثم نزعوا ملابسها كاملة ومزقوا الداخلية منها، والقوها فى مكان الحادث، حتى يظهر الامر وكأنه جريمة اغتصاب وقتل، ثم أشعلوا النيران فى الجثة الى ان تفحمت تماما وفروا هاربين بأموال الضحية. أسرع المحقق الى مركز الشرطة بما لديه من معلومات لمناقشتها مع ضباط المباحث، فاكتشف انهم توصلوا الى نفس النتيجة، وتمكنوا من حل لغز الجريمة الغامضة.. بعد اتخاذ الإجراءات القانونية نجح رجال المباحث فى القبض على الجناة الثلاثة، وفى التحقيقات اعترفوا بتفاصيل الحادث.. فقالت المتهمة الاولى ابتسام: « كنت دائما اشعر بالغيرة من المجنى عليها، وكثيرا ما حدثت بيننا مشاكل لأننا نقيم فى منزل واحد.. كنا نمارس الاعمال المخلة ونسرق الزبائن، وكثيرا ما اختلفنا على تقسيم الغنيمة.. كرهتها بشدة وقررت التخلص منها الى الأبد، فاتفقت مع شريكى فى الجريمة على قتلها، ووضعنا خطة لتنفيذ الجريمة، تعتمد على حرق الجثة تماما وتمزيق الملابس الداخلية للقتيلة لإبعاد الشبهة عنى، وهو ما حدث ولم يخطرعلى بالنا ان المباحث ستتوصل الينا».. أما المتهمة الثانية فقالت: « اشتركت فى الجريمة طمعا فى اموال المجنى عليها، وحتى اتخلص منها ومن رفضها لأسلوب عملى، فقد كانت ترفض فكرة سرقة الزبائن بعد ممارسة الحرام معهم، وكثيرا ما كانت تهددنا بالفضيحة».. واعترف المتهم الثالث بأنه ارتبط بعلاقة آثمة مع ابتسام، وكان يخشى من افتضاح أمرها امام زوجها المسجون بعد خروجه من الحبس، فاشترك فى الجريمة حفاظا على عشيقته.