تباينت ردود أفعال الخبراء والسياسيين حول فكرة تشكيل "حكومة حرب" فى هذه الفترة لإنقاذ مصر من الأزمات التى تمر بها, واقترح البعض تشكيلها لتكون قادرة على تنمية سيناء, وتنمية وتنفيذ مشروع تحويل قناة السويس إلى مركز لوجيستى عالمى, وتسطيع أيضا استثمار الموارد الطبيعية, إلى جانب سعيها إلى حدوث طفرة فى مختلف المجالات الزراعية والصناعية والتجارية. قال الدكتور اللواء نبيل فؤاد؛ مساعد وزير الدفاع الأسبق: ليس من المنطق أن يتم تشكيل حكومة حرب الآن؛ لأننا لسنا فى حالة حرب مع أى دولة, مؤكدًا أن مثل هذه الدعوة ليس لها معنى، كما أنها تؤدى إلى خلق العديد من التعقيدات مع دول الجوار, وهو ما يجعل موقفنا الدولى والسياسى ضعيفًا. وأشار"فؤاد" إلى تعريف حكومة الحرب بأنها عبارة عن حكومة توافق وطنى تضم كل الأطياف السياسية الفاعلة والمؤثرة فى الشارع لتوفير جبهة داخلية قوية حينما تكون قواتنا تحارب فى الخارج، مؤكدا أننا نحتاج الآن إلى التوافق حتى نتجاوز الأزمة السياسية. وأشار الدكتور محمد قدرى سعيد، رئيس وحدة الدراسات الأمنية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إلى أن جميع القوى السياسية توافق على إقالة حكومة الكتور هشام قنديل, ولكن لا تقبل بحكومة حرب الآن، مضيفًا: إن الأحداث السياسية الآن لا تتحمل هذه الفكرة. مؤكدا أن مصطلح "حكومة حرب" يقصد من ورائه العمل الجاد وسرعة الاستجابة. وأضاف سعيد: إن الحكومة من يشكلها هو الرئيس محمد مرسى، ولكن عليه الانتباه إلى أن الشارع لم يعد يقبل حكومة إخوانية, ولا بد أن يعتمد على شخصيات بعيدة عن الجماعة وجبهة الإنقاذ، ويكون رئيسها مستقلًّا، وتكون أهدافه الرئيسية هى لم الشمل بين مختلف القوى السياسية، وأن يمتلك من الكفاءة ما يجعله يقود حملة لإنجاح الاقتصاد المصرى بعد انهياره. من ناحيته أكد الدكتور سعيد اللاوندى، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية, أن مقترح تشكيل حكومة حرب فكرة لا بد أن نسعى إلى تحقيقها فى هذا التوقيت العصيب، نظرا لفشل الحكومة الحالية، مطالبًا مرسى بالسعى إلى تطبيق هذه الفكرة بعد أن عين وزيرًا متواضعًا رئيسًا للحكومة، وهو ما خلف لنا العديد من الأزمات التى نحاول الخروج منها الآن. وأضاف "اللاوندى": إن الدعوة لتشكيل حكومة حرب تسعى إلى إحداث وفاق وطنى فى ظل حالة الاختلاف السياسى التى نشهدها الآن, مضيفًا: إن هناك أزمة اقتصادية طاحنة ستقضى على الأخضر واليابس، ومن المؤكد أننا سنشهد فى الأيام المقبلة ما يعرف بحرب الجياع، وهو ما يزيد حالة الخوف فى الشارع. واستطرد اللاوندى: إن تكوين حكومة حرب تقوم على عاملين رئيسيين، هما الاعتراف بأن هناك أزمات عديدة كأزمة الطاقة وارتفاع الأسعار، ووجود أزمة فى مجال التعليم، وسلسلة لا تنتهى من الأزمات, لذا لا بد من تشكيل حكومة حرب حاسمة لمواجهة تلك الأزمات، العامل الثانى هو اعتراف ضمنى وعلنى أمام الشعب أن الحكومة الجديدة ستواجه الأزمات فى فترة زمنية محددة، بمعنى أنها ستحل الأزمات فى فترة 3 أو 4 شهور, مضيفًا: إن حكومة هشام قنديل ستترك عبئًا كبيرًا، نظرًا لعملها الردىء طوال الفترة السابقة. وأوضح "اللاوندى" أن حكومة الحرب من الممكن أن تحتوى على عسكريين من رجال جيش، نظرًا لما يتمتعون به من حسم وحزم، ونحن بحاجة الآن إلى من يدير البلد بالقوة, مشيرًا إلى أن كل الوقائع تؤكد أن العسكريين هم أكثر قدرة على احتواء الأزمات، والسعى إلى إيجاد الحلول لها, وستكون تلك الحكومة لفترة قليلة أو استثنائية حتى نخرج من النفق المظلم الذى نسير فى اتجاهه الآن.