رجح خبراء سياسيون ان التيار السلفى والجيش هم البدائل الحالية المطروحة على الساحة المصرية فى حالة خلوها من قيادات جماعة الاخوان المسلمين, معتبرين ان جبهة الانقاذ لا تمثل بديل قوى لحكم جماعة الاخوان المسلمين, ومن جانب جبهة الانقاذ الوطنى أكد بعض قياداتها على ان الجبهة تملك بدائل جاهزة لقيادات جماعة الاخوان المسلمين, مشيرين الى ان الجبهة تعمل على اصدار برنامج سياسى واقتصادي به حلول للازمة الحالية التى تمر بها البلاد. فمن جانبه قال الدكتور أحمد البرعى نائب رئيس حزب الدستور وامين عام جبهة الانقاذ الوطنى ان مصر بها العديد من الكفاءات التى تمثل بدائل جاهزة لجماعة الاخوان المسلمين, مشيرا الى ان جبهة الانقاذ الوطنى تضم عشرين وزيرا سابقا منهم ثمانية وزراء فى حكومات ما بعد الثورة ولديهم القدرة على وضع سياسات تخرج بالبلاد من الازمة التى تشهدها الان. وشدد البرعى على ان الجبهة طالبت بتشكل حكومة انقاذ وطنى تستطيع الخروج بالبلاد من ازماتها خاصة الازمة الاقتصادية نتيجة للفشل المتتالي لحكومة قنديل فى اعقاب اللازمات التى واجهتها منذ توليها مهام عملها. وطالب البرعى الرئيس محمد مرسى بان يكون رئيسا لكل المصريين وليس لجماعته فقط, نافيا ان يكون هدف الجبهة اسقاط رئيس منتخب. وكشف البرعى عن وضع الجبهة لخطة اقتصادية متكاملة سيتم الاعلان عنها مطلع الاسبوع القادم تمثل بديل لسياسات حكومة قنديل التى وصفها بالفاشلة. واكد كمال ابو عيطة احد مؤسسى التيار الشعبى والقيادى بجبهة الانقاذ الوطنى انه فى اوقات الازمات التى مر بها الوطن كان يجب طرح البدائل دائما, معتبرا انه لا يوجد مشكلة فى البديل فى حالة غياب جماعة الاخوان المسلمين والرئيس مرسى عن الساحة فاى وطنى مصرى يستطيع ادارة البلاد افضل من ادارة جماعة الاخوان المسلمين والرئيس محمد مرسى. وطرح ابو عيطة تصور لسيناريو بديل للرئيس محمد مرسى وجماعة الاخوان تقود جبهة الانقاذ الوطنى البلاد كبديل قوى وجاهز للسلطة الحالية المتمثلة فى الرئيس وجماعته, مشددا على ان جبهة الانقاذ تصلح كقيادة بديلة فى اى لحظة لجماعة الاخوان المسلمين وهذا وفقا لتوافق بين اعضاء الجبهة وقياداتها وبذلك يدير البلاد جبهة تتشكل من جبهة الانقاذ مما لا يخلق فراغ كما يحاول البعض تصوير الامر. واستطرد ابو عيطة قائلا" غياب مرسى لا يعنى الخراب لكن وجود مرسى هو الخراب بعنينه, مبارك قالها من قبل انا او الفوضى لكن مرسى حقق المعادلة الصعبة فتواجده فى السلطة حقق الفوضى "باعادة انتاج النظام القديم". وتابع ابو عيطة قائلا "جبهة الانقاذ اصبحت بديل قوى لجماعة الاخوان المسلمين, قبل الثورة قلنا ان من يستطيع اسقاط النظام هو حلف وطنى واسع وشباب مصر استطاع ان يحقق ذلك بشرائحه الاجتماعية المختلفة, مؤكدا على ان مصر اسيرة لدى الاخوان. وقال الدكتور عبد الفغار شكر، وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وعضو جبهة الانقاذ الوطني ان الجبهة تعكف الآن على بناء هيكل تنظيمى للجبهة يتضمن عدد من اللجان الاقتصادية والسياسية والجماهيرية، بالاضافة الى مكتب سياسى خاص بالجبهة, مشيرا الى ان الجبهة سوف تعلن خلال الاسبوع القادم عن برنامج سياسى خاص بها يتضمن سياسات اقتصادية يعكف على وضعها 16 خبير اقتصادى من اعضاء جبهة الانقاذ. واضاف شكر بان الجبهة سوف تشكل ايضا لجان لها فى المحافظات يتعاون خلالها اعضاء احزاب الجبهة من اجل تنسيق كامل بين اعضاء جبهة الانقاذ فى المحافظات المختلفة, منوها الى ان الجبهة تنظم عدد من المؤتمرات الجماهيرية بالمحافظات للتواصل المباشر المواطنين وطرح رؤية الجبهة عليهم والتعرف على مشكلاتهم عن قرب وذلك فى اطار خطة الجبهة للالتحام المباشر مع الجماهير. وأكد شكر على ان جبهة الانقاذ تضم عدد من الكفاءات كل فى مجاله تستطيع وضع خطط اقتصادية و سياسية تخرج بالبلاد من ازمتها الحالية. من جانبه اعترف الدكتور سعيد اللاوندى الخبير بمركز الاهرام للدراسات، بان جماعة الاخوان المسلمين هى الاكثر تنظيما على الساحة السياسية الآن فقد نشأت منذ اكثر من 80 عاما عبر تنظيم متماسك نجح فى الوصول للحكم فى اعقاب ثورة 25 يناير باعتباره التنظيم الاكثر تواجدا فى الشارع المصرى. واضاف اللاوندى بانه من المستحيل ان يترك الاخوان السلطة بعد وصولهم للحكم وتوليهم الاغلبية البرلمانية فى البرلمان المنحل ثم وصول رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى للجماعة لمنصب رئيس الجمهورية, مشيرا الى ان التيارات الليبرالية واليسارية وان كان لها تواجد بالساحة السياسية الا ان هذا التواجد لا يرتقى للشعبية التى يحظى بها الاخوان. وتابع اللاوندى قائلا "الشعب المصرى اختار الرئيس محمد مرسى ورجح كفته على باقى مرشحى الرئاسة كأول رئيس مدنى مما يعنى ان الاخوان كانوا الاقرب الى الشارع المصرى وخياره الاول فى الفترة الماضية", مشددا على ان بديل جماعة الاخوان المسلمين المطروح الان هو التيار السلفى باحزابه باعتباره تيار يحظى بشعبية بين قطاع كبير بين جموع الشعب المصرى. واستطرد اللاوندى قائلا "مصر الان بين شقى الرحا الاخوان من جانب، والسلفيين على جانب اخر, في ظل عدم وجود بديل جاهز الان من باقى التيارات السياسية التى يقودها جبهة الانقاذ الآن والتى تحظى بشعبية لكنها اقل تنظيما من الاخوان و السلفيين". وشدد الخبير بمركز الاهرام على ان القوات المسلحة تمثل بديل ايضا فى حالة استبعاد جماعة الاخوان المسلمين وغيابهم عن المشهد السياسى فى الشارع المصرى، وذلك فى حالة ان قرر الجيش العودة للمشاركة فى الحياة السياسية المصرية بعد توليهم ادارة البلاد فى المرحلة الانتقالية التى اعقبت ثورة 25 يناير.