فجأة ودون مقدمات، خرجت الست زكية من منزلها منكوشة الشعر غير مهندمة، ورفعت يديها للسماء وأخذت تصرخ بأعلى صوتها وتقول اّأّاّاّاّه يا مرسى يا معلى حسى.. منك لله يا مرسى .. دا أنا لما قالولى مرسى سندت ضهرى عالكرسى وقلت أهو شيخ ويعرف ربنا وهيتقى الله فينا.. فخرج لها الجيران والتف حولها المارة يسألونها عن سبب صياحها فى وسط الشارع فقالت: الواد ابنى مسكوه فى المظاهرات ومانعرفوش راح فين وأبوه قاعد فى البيت مالوش لازمة من بعد ما البلد خربت والمركب السياحى اللى كان شغال عليها بطلت شغل والعيال الصغيرين جعانين وعايزين مصروف المدارس، وأنا مبعرفش أشحت ولا بعرف ارقص والمشايخ اللى انتخبناهم عايزين يقفلوا قناة التت يعنى حتى الرقص هيمنعوه.. طب ناكل عيش منين.. فقال لها أحد المارة: هدئى من روعك يا خالة، فالأحوال ستنصلح عقب انتخابات مجلس الشعب إن شاء الله!!.. فما كان من الست نبوية إلا أن خلعت الشبشب وانهالت على الرجل بالضرب فوق أم رأسه وهى تردد: يعنى أنا هأكل العيال مجلس شعب؟ .. يعنى هأكلهم سياسة.. يعنى نموت من الجوع وانتوا بتلعبوا سياسة.. يا كفرة يا ولاد الكلب!! .. وهنا أمسك بها شاب "ملتحى" وأعطى لها شنطة صغيرة بها أكياس من الأرز والسكر وزجاجتى زيت وقال لها لن يموت أحد من الجوع فى عصر الإخوان يا خالة.. تفضلى هذه الحقيبة!! فالتفتت نبوية إليه وانهالت عليه ضربا بشبشبها وهى تردد يا كفرة يا كفرة منكم لله أنتم السبب، الزيت هو السبب السكر هو السبب.. منك لله يا مرسى يا معلى حسى .. ثم أخذت تضحك فى هيستيريا وهى تردد.. مرسى مرسى يا معلى حسى .. مرسى مرسى يا معلى حسى!!