مرحلة المراهقة من المراحل الخاصة في حياة كل شخص، فهي محطة فاصلة في علاقته بوالديه، ومدى احتوائهما له، فهذه المرحلة يحاول فيها الشاب كان أو فتاة، الانزواء وترتيب خصوصياته والانفراد بنفسه في كل أموره، حتى في مكالماته الهاتفية أو في علاقاته مع الأصدقاء، وغيرها من الأمور التي يضع فيها المراهق حدودا وسلكا شائكا، لا يجب أن يخترقه أحد خاصة والديه. وتشير الخبيرة النفسية سهام حسن إلى أنه يجب أن يجد الوالدين طريقا للتفاهم والنقاش مع أبنائهما في هذه المرحلة، فيجب أن يكون هناك اتفاق بينك وبين ابنك على قواعد معينة ينبغي الالتزام بها، مقابل مساحة الحرية المسموح بها، فإذا تم الاتفاق على تلك القواعد معًا دون فرضها عليه، سيساعد ذلك في جعل المواقف بينكما أكثر مرونة. تضيف سهام أنه ينبغي أن تشمل القواعد حدودًا واضحة ونتائج عادلة، ومن الأفكار الجيدة أن يكون الاتفاق خطيًا على شكل عقد يوقعه الأبوان والابن، مما يشعر المراهق بتحمل المسئولية والنضج في التعامل المسئول بين الأبوين والابن. فعلى سبيل المثال لابد من وضع حدود متفق عليها من الأبوين والابن لما يسمح له، وما لا يسمح له في فترة ما بعد المدرسة، من تحديد وقت لأداء الواجبات المدرسية، ووقت للهو، كذلك في تحديد وقت العودة للمنزل خلال أيام الأسبوع، وخلال العطلة الأسبوعية، وأيضا من هم الأصدقاء المسموح له بالخروج معهم أو الذهاب إليهم. وتنصح الخبيرة النفسية بضرورة تعليم ابنك أن لكل شيء مقابلا، وتصرفاته هي التي ستشكل عقابه، مع الحرص الشديد في عدم المبالغة في العقاب. فعلى سبيل المثال، إن كنت تسمح لابنك باستخدام السيارة للخروج، فلا يجب أن تعاقبه من الحرمان من القيادة لأسبوعين، فقط لتأخره عن الموعد المحدد 20 دقيقة، فيجب عليك احتساب ازدحام المرور وغير ذلك، بينما قد تعد تلك عقوبة مناسبة إن وصل للمنزل بعد منتصف الليل، ويفترض منه الوصول في التاسعة مساءً وفي أحد أيام الأسبوع وليس في العطلة الأسبوعية أيضًا. فيجب أن يكون العقاب مناسبا للخطأ حتى لا يشعر بالظلم والاضطهاد، وأيضا حتى يثق بك ويعود إليك ليحكي لك ما حدث، ولا يضطر للكذب والإخفاء للهروب من العقاب.