سبحان مغير الأحوال ومبدل الأحلام! كل شىء فى طريقه نحو التعديل، حتى أحلام الصبايا تبدلت، فالحكايات الرومانسية التى أمتعتنا بصدقها ونبلها باتت أحلاما بالية بالنسبة لفتيات اليوم، لعصور خلت كانت الفتاة تحلم بالشاب الوسيم الذى يأتيها على حصانه الأبيض؛ ليخطفها من دون غيرها من البنات ويحلق بها بعيدا فى عالم الخيال، والسعادة، والحب الدافئ، وإنجاب البنات والصبيان، وكانت البنات فى الأمثال السائرة يقلن: «ما عاوزة العجوز يا أمه».. ولكن العجوز حل الآن محل الشاب الوسيم والحصان الأبيض، فالفلوس هى الحصان الذى يخطف الفتاة وليس الشاب، لقد تحول الحصان الأبيض لأسطول السيارات الفاخرة الفارهة، وأثبتت المرسيدس والكاديلاك والجاجوار أنها أسرع وأجمل وأغلى من الخيول والحمير. أما «العشة الدافئة» فقد تحولت لقصور وفيلات متخمة بالخدم والحشم، وهكذا محيت الصورة القديمة لفارس الأحلام، وحل محلها العجوز الخمسينى أو الستينى، الذى يحمل دفتر شيكات أو فيزا كارت.. والسؤال هو: لماذا تغيرت فتيات اليوم عن فتيات الأمس؟ إن الفتيات على يقين بأن الرجل فى هذه السن مستعد أكثر ماديا ومعنويا لتحمل مسئولية البيت والزوجة بدلا من شاب لا يستطيع تلبية احتياجاتها المعتادة مثل: المهر، وعربة الملكة، وطقم الألماس، وقضاء شهر العسل فى "أوربا"، بالإضافة إلى الخادمة والسائق لاسيما لو كانت الفتاة ثرية أصلا وليست على استعداد للعيش فى مستوى أقل، كذلك الشغف بالمظاهر التى تصورها الفضائيات على أنها أساسيات لا يمكن الاستغناء عنها. المجتمع يلعب دورا فى هذا الموضوع؛ فالمبالغة فى الطلبات تدور حول الزفاف والمهر والبيت التى يعجز العريس الشاب عن توفيرها، وإن انتظرت الفتاة الشاب المقتدر فستدخل فى سن العنوسة، ولن تجد... لا الشاب ولا المسن.. فتقبل بالعجوز وهى فى أوج شبابها. ثم ما تسمعه الفتاة عن التجارب الزوجية الفاشلة التى تأتى بعد قصة حب عظيمة تضرب فيها الزوجة مثلا رائعا فى التضحية والصبر على ظروف الزوج البسيطة؛ ليتكسر الحب فى النهاية أمام عواصف الحياة العاتية. هذه الأسباب تجعلها تفكر ألف مرة قبل الإقدام على الزواج بشاب يركب حصانا، بينما المرسيدس تقف عند الباب.