هبة ضحية "ماء النار" وغياب "العدالة".. خطيبها يدعى عمله بوظيفة حساسة للنصب على الجيران.. شوهها "ببرطمان" ماء نار ولاذ بالفرار.. فقدت عينيها وأنفها وشفتيها وتحتاج السفر للخارج لزراعة ما فقدته..الجانى هرب بعد الحادث وصدور حكم بالحبس 15 عاما. أصعب أنواع الانتقام وأكثرها بشاعة وانتشارا خلال السنوات الماضية وأرخصها ثمنا هو الحرق بماء النار، تلك المادة الكاوية الحارقة التي تحلل أعضاء الجسد في دقائق معدودة وهناك قصص مؤلمة كانت إحداها "هبة حسني أحمد" التي وقعت ضحية زوج تجرد من إنسانيته ليشوه زوجته.
ضحية ماء النار حكت هبة حسنى "32" عاما، مطلقة ولديها ابن في ال13 من عمره، لفيتو قصتها التي تعرضت خلالها لحروق خطيرة أدت إلى تشوهها كما فقدت عينيها،والأنف،والشفتين. قالت هبة، إنها انفصلت عن والد طفلها وكانت هي الأم والأب له منذ أن كان في الثانية من عمره، عاشت في منزل الأهل بعد انفصالها من زوجها في منطقة دار السلام – بالقاهرة، كانت تعمل كوافيرة وتنفق على ابنها وتساعد أباها صانع الأحذية في تغطية مصروفات البيت فلديها ثلاث أخوات بنات، وأبوها رجل على باب الله. ألاعيب الخطيب روت كيف تحولت حياتها إلى جحيم بعد أن تقدم لها أحد الجيران لخطبتها ووافقت، ادعى أنه يعمل في رئاسة الجمهورية وعند سؤالها عن طبيعة الوظيفة أخفى وظيفته بدعوى أنها وظيفة "حساسة" ومع إصراره على عدم ذكر وظيفته بدأت تشك في أمره حتى اكتفشت أنه نصاب يساعده أخوه المحامى في عمليات النصب التي يقوم بها والإفلات من العقاب. طلبت فسخ الخطبة وقابل خطيبها ذلك بالرفض وظل يطاردها في مكان عملها ما جعلها تتركه وتتنقل من عمل لآخر، وبعد تدخل والدها وفسخ الخطبة رسميا، هددها بالقتل. بداية المأساة وفى شهر مايو عام 2010 كانت بداية المأساة فخطيبها تربص لها في أحد الشوارع الجانبية وهى في طريقها لعملها صباحا وظهر لها فجأة ممسكا بزجاجة ماء نار وألقاها على وجهها، ووسط صراخها تجمع سكان المنطقة وحاولوا الإمساك به إلا أنه هرب على موتسيكل كان في انتظاره. الإهمال بقصر العينى وتابعت: "تم نقلى إلى مستشفى قصر العينى القديم إلا أنه ونتيجة الإهمال وانتظارى لمدة طويلة دون إسعافي فقدت إحدى العينين وحدث عجز جزئي بالعين الأخرى وتم إسعافها وإجراء بعض العمليات لتنظيف الجروح وخرجت من المستشفى على أن أعود بزيارت متتالية للتغيير على الجروح. خرجت "هبة" من تلك الحادثة وهى مشوهة الوجه والصدر والذراعين تماما كما فقدت عينها، والأنف، والشفتين، وبعد محاولات عدة للتواصل مع أحد البرامج الفضائية الشهيرة الذي يعرض الحالات الإنسانية ويجمع التبرعات لعلاجها تم عرض حالتها بالبرنامج وبالفعل تبرع أحد المشاهدين من فاعلى الخير بمبلغ 500 ألف جنيه وتم إدخال "هبة" مستشفى حلمية الزيتون للقوات المسلحة ومكثت به 5 أشهر، أجرت خلالها عدة عمليات ترقيع حسب قولها. عمليات تكميلية وبعد إتمام عمليات الترقيع أكدت لها إدارة المستشفى أن لا علاج لها في مصر وأن عليها السفر للخارج، لإجراء العمليات التكميلية الأزمة من زراعة جفون وأنف وعين وأعطتها تقريرا طبيا بذلك، وعند اتصالها بالبرنامج أغلقت المذيعة هاتفها وغيرت رقمها وعند سؤالها بالمستشفى عن قيمة المبالغ المدفوعة لعلاجها اكتشفت أنه تم دفع مبلغ 200 ألف جنيه فقط ولكن دون أن تستطيع أن تحصل على الفواتير لأنها ليست باسمها. توصلت أخيرا للمذيعة الشهيرة وذهبت إليها في مقر القناة بمدينة الإنتاج الإعلامي إلا أن المذيعة نهرتها وأخبرتها أنها دفعت لها مبلغ 150 ألف زيادة على المبلغ المتبرع به وأنها حالة ميئوس منها ولا أمل لها في العلاج، بالرغم من قيام هبة بمراجعة أحد الأطباء المصريين المقيمين في بريطانيا والذي أكد لها إمكانية إجراء العمليات في بريطانيا وأن تكلفها ما يقارب 680 ألف جنيه مصري. بعد أن يأست هبة من مساعدة البرنامج الشهير لها تمكنت من الحصول على قرار علاج على نفقة الدولة ولكن بميلغ 12 ألف دولار فقط على أن تكمل هي باقى المبلغ والذي يقارب 600 ألف جنيه. أريد أن أرى ابنى ضاعت حياة هبة وأصبحت عاجزة حتى عن مساعدة نفسها وأصبحت حبيسة المنزل تخبئ وجهها وعجزها عن الجميع، فقدت عملها وأصبحت عالة على أبيها العامل البسيط هي وابنها، بينما هرب المتهم أشرف أحمد عبد الغنى بعد الحادث واختفى تماما هو وأهله من المنطقة وصدر ضده حكم بالحبس 15 عاما، إلا أنه حكم غيابي وبالرغم من مرور أربع سنوات على الحادثة مازال هاربا وهى حبيسة منزلها منذ أربع سنوات. هبة لا تريد من الحياة سوى أن ترى ابنها فهى تعيش رهينة العمى منذ أربع سنوات لا تعرف كيف تغيرت ملامح الصبى، كما تريد أن تعمل لتعول ابنها ونفسها وأهلها وألا تحس بالعجز حتى من أن تخدم نفسها، تريد أن لا يعاير الأطفال ابنها لأن أمه "محروقة" كما يقولون له، أما الأمر الثانى فهو القصاص من الشخص الذي دمر حياتها وحياة ابنها.