قال تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنُريهُ من آياتنا إنه هو السميع البصير". هي معجزة إلهية، في زمن لم يكن به طائرات أو مركبات للفضاء، تكريما وتعظيمًا لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بعد أن تكالبت عليه الهموم والأحزان بموت زوجته السيدة خديجة رضى الله عنها، فكانت نعم الزوجة المعينة له على أذى المشركين، ووفاة عمه أبو طالب، والذي كان له بمثابة الأب، فإذا به جبريل عليه السلام، يقول يا حبيب الله قم والبس ثيابك وسكن قلبك فإنك اليوم تناجى ربك الذي لا تأخذه سنة ُ ولا نوم.. فلما سمع النبى عليه الصلاة والسلام، كلام جبريل عليه السلام "نهض قائما فرحا مسرورا، وركبا البراق، إلى المسجد الأقصى، وعرج به إلى السماوات، وفُتحت له السماوات أبوابها، حتى تجاوز السماء السابعة، ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى، فكلمه ربه سبحانه بما أراد، وفرض عليه الصلوات الخمس.. وكان الله سبحانه فرضها أولًا خمسين صلاة، فلم يزل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يراجعه ويسأله التخفيف، حتى جعلها خمسا، فهي خمس في الفرض، وخمسون في الأجر لأن الحسنة بعشرة أمثالها، وضجت الملائكة بالتهليل والتكبير إكرماُ للبشير النذير، وأقبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه بما رآه في الجنان من النعيم لأهل الصلاح، وما رآه في النار والعذاب الأليم..