وسط دمار وحصار قوات الاحتلال الإسرائيلي، استطاعت فرق الفنون الشعبية بفلسطين، أن تفتح لها طريقا، لتكون بمثابة صوت المعارض، تحاكي الواقع، وترصد عن قرب أوجاع ودموع شعب أحرقته نيران الاحتلال. 20 فرقة فلسطينية يقدمون الفن الشعبي، والاستعراضات الفلكلورية الفلسطينية، حتى لا تغيب ثقافتهم، ويكونوا بمثابة حراس على تراثهم، في محاولة لخلق جيل جيد يعرف وطنه، بعيدًا عن صراعات داخلية صنعتها جماعات متطرفة، للفوز بمكاسب شخصية. ومن بين هذه الفرق "سراب"، التي تأسست عام 2006، لتقدم رقصات فلسطينية قديمة من أعمالها( محطات في الذاكرة، باب الواد، ظل المديح العربي)، وشاركت بعدد من المهرجانات المحلية. وفرقة "القدس"، وتأسست عام 2000، وهي تراثية غنائية راقصة، اندمجت مع ملتقى الشباب التراثي المقدسي، من أعمالها (أرض الصبر، لوحات تراثية راقصة)، وقد أحيت الفرقة مهرجان القدس للفنون الشعبية، وشاركت بمجموعة من الفعاليات المحلية والدولية. أما فرقة "الشرق والمسرح الراقص"، تأسست عام 2009، تضم مجموعة من الراقصين وأشخاص مهتمين بالثقافة، وتبنت تعليم البالية، والدبكة الفلسطينية، وتهدف إلى معايشة الرقص المعاصر في الساحة الثقافية الفلسطينية، وتعريف وتقريب المجتمع الفلسطيني إلى الرقص المعاصر (عبر تقديم عروض مبتكرة، حقيقية ومدروسة)، والوصول إلى مستويات مهنية عالية في تصميم الرقصات والتي ستسمح للفرقة بتمثيل الرقص المعاصر الفلسطيني في فلسطين والمسارح العالمية، أشرف على مهرجان الرقص المعاصر لذوي الإعاقة. وفرقة "الفنون الشعبية" تأسست عام 1979، منذ ذلك التاريخ حرصت على التعبير عن روح التراث الفلسطيني وعن ثقافته الحاضرة، أنجزت تسعة أعمال فنية كبيرة منها واد التفاح، مشعل، مرج بن عامر، زغاريد، للحرية نرقص، حازت على العديد من الجوائز منها جائزة فلسطين للتراث الشعبي المقدمة من وزارة الثقافة، وجائزة الشهيد نوح إبراهيم المقدمة من اللجنة الأردنية الفلسطينية لرعاية التراث، شاركت الفنون بالمهرجانات الدولية العديدة وقامت بجولات فنية بدول العالم. فيما استندت " فرقة وشاح " الغنائية، والتي تأسست عام 2003، على التراث الموسيقي والغنائي ببعديه العربي والفلسطيني. من إجازات وشاح عمل "رقص" و" قمر وسنابل"، وشاركت بالعديد من المهرجانات والاحتفالات الدولية والعربية والمحلية، وقد حاز عمل رقص على وسام الثقافة من مؤسسة التعاون العربي البرتغالي وقد افتتحت الفرقة فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية في دولة الإمارات. أما " أطفال الدوحة" فهي فرقة جذور للرقص الشعبي تقدم الفن الوطني الملتزم بلغة إبداعية، تاسست عام 2007، من إنتاجاتها ( عرس خليل، محطات من الأسر، لوحات مختارة)، وشاركت ومثلت فلسطين في مهرجان التراث العالمي ومهرجان مونتينياك الدولي وعدد من الفعاليات الوطنية المحلية والعربية. وهناك العديد من الفرق الفلسطينية الأخرى التي ظلت تعمل على احياء إأبلادها، والحفاظ عليه من الاندثار، وسط موجات من الهجوم الغاشم على أراضيهم ومقدساتهم، فكانت أعمالهم إعلان رفضهم لكل محاولات طمس الهوية الفلسطينية.