أرجو ألا ننخدع بالإخوان وبكل ما يصدر عنهم أو يشاركون فيه مثل تلك الوثيقة التي يحتفى بها البعض منا الآن، وهى وثيقة بروكسل باعتبارها تمثل تراجعًا من الإخوان وقبولا منهم بالأمر الواقع، أو هزيمة للتيار القطبى داخل جماعتهم وصعودًا للتيار الإصلاحى. نعم هذه الوثيقة لا تتحدث عن عودة الشرعية واستعادة مرسي لحكمه وإطلاق سراح قيادات الإخوان الذين يحاكمون الآن، ووقف الملاحقات والمطاردات الأمنية.. ولكن الوثيقة التي شارك في صياغتها والتوقيع عليها قيادات إخوانية تتحدث عن التحضير لثورة جديدة للتخلص من سلطة شرعية جديدة تتشكل الآن عبر صناديق الانتخابات والوثب إلى هذه السلطة بذات الأساليب التي كان يعمل بها الإخوان قبل 25 يناير من خلال التحالف مع جبهة معارضة واسعة. وثيقة بروكسل تحاول استعادة استراتيجية الإخوان في الأيام الخوالى خلال نظام مبارك.. أي التخفى في إطار تحالف معارض واسع لا يقتصر عليهم وحدهم حتى يبدو الأمر حماية لهم، وحتى تبدو معارضة النظام القادم في ظل توقع فوز السيسي وكأنها ليست معارضة إخوانية فقط إنهم يستخدمون قوى وفئات وهيئات وحركات سياسية كدروع سياسية لحمايتهم ولتوفير غطاء سياسي لهم ولمخططاتهم التي لا هدف لها سوى استعادة السلطة التي عملوا لها أكثر من ثمانين عاما وحيثما أمسكوا بها لم يتمكنوا من الاحتفاظ بها سوى لمدة عام واحد فقط. فلا تنخدعوا بالإخوان مجددًا، ولا بديل من اتقاء شرورهم سوى تصفية تنظيمهم.