الجريمة الثانية، دارت أحداثها في مدينة 6 أكتوبر.. فيها أقدم شاب في نهاية العقد الثالث من العمر، على قتل شقيقته الصغرى طعنا بالسكين، لمنعها من الخروج لشراء الدواء لوالدتهما المريضة.. تفاصيل الجريمة الغريبة حصل عليها محقق «فيتو» من المقدم فوزى عامر رئيس مباحث قسم ثان 6 أكتوبر الذي تحدث عنها قائلا: «بداية الواقعة كانت عندما فوجئت بسيدة في الخمسينيات من عمرها، تحضر إلى قسم الشرطة، وهى في حالة انهيار شديد، وقدمت بلاغا اتهمت فيه ابنها «سمير» البالغ من العمر 28 سنة، بقتل شقيقته «سعاد» (18 سنة).. انتقلنا إلى مكان الجريمة في الحى السادس، وعثرنا على جثة المجنى عليها ملقاة على أرضية المنزل، وبها عدة طعنات نافذة بالصدر، ولم نعثر على شقيقها المتهم.. تم نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى، وبدأ فريق من رجال المباحث في تتبع خطوات المتهم، وتبين أنه تاجر مخدرات وسبق اتهامه في عدة قضايا.. وبعد أيام قليلة ألقى القبض عليه واعترف بجريمته، مؤكدا أن شقيقته كانت تحاول الخروج رغما عنه، فتشاجر معها وانتهى الأمر بمقتلها». أما والدة القتيلة، فقد تحدثت وهى تغالب دموعها عن الجريمة قائلة: «لا أعلم على من أحزن.. على ابنتى العروسة التي ماتت قبل زفافها بأيام قليلة، أم على ابنى الذي أضاع مستقبله وأضاعنا معه.. «سعاد» كانت هي البنت الوحيدة، وهى «مكتوب كتابها» وكانت تستعد للزفاف خلال أيام، ولها 3 أشقاء ذكور، كبيرهم «حسين» ومنذ صغره اتبع طريق الشيطان واحترف تجارة المخدرات، وهو الآن في السجن يقضى عقوبة الحبس في إحدى القضايا.. والأوسط هو القاتل «سمير»، وأيضا مسجل في دفاتر المباحث تعاطى مخدرات بأنواعها المختلفة، ونفس الشيء بالنسبة للأصغر «أحمد».. وكانت سعاد هي الوحيدة التي تعاملنى معاملة حسنة وترعانى في مرضى».. صمتت الأم الثكلى قليلا واستطردت: «قبل الحادث بيوم واحد، وقعت مشاجرة عنيفة بين سمير وشقيقه أحمد، وتدخلت سعاد لفضها، ووجهت لوما شديدا ل «سمير» وقالت له: «مش كفاية إنك عاطل ومدمن وقاعد في البيت»، فانهال عليها هي الأخرى بالضرب، وأقسم ألا تخرج من البيت مجددا، وقال إنه سيطلقها من زوجها ولن يتم زفافها مهما كان الثمن.. في اليوم التالى شعرت بحالة إعياء شديدة، واستدعى الأمر نقلى إلى المستشفى.. ارتدت سعاد ملابسها، وهمت باصطحابى إلى المستشفى، وقبل أن نخرج من الباب فوجئنا بسمير يعترض طريقنا، ويعتدى عليها بالسب ويمنعها من الخروج.. حدثت مشادة بينهما، وفى لحظات أخرج سمير مطواة كانت بحوزته وسدد ثلاث طعنات إلى صدر شقيقته سعاد، فأرداها قتيلة في الحال وفر هاربا». انهمرت الدموع غزيرة من عينىَ الأم، ولم تستطع الحديث بعد ذلك، واكتفت بترديد كلمات بسيطة لم يفهم منها سوى «حسبى الله ونعم الوكيل.. ضاعت أسرتى في غمضة عين.. وبدلا من أن أزف ابنتى إلى عريسها وأتلقى التهانى بزواجها، زففتها إلى القبر وتلقيت العزاء فيها».