من كل قلبى أبارك لفريق هوكى الشرقية لحصوله على لقب بطولة إفريقيا لنسخة هذا العام. وبكل التهانى أزف لأهل الشرقية، التى هى مسقط رأسى، دخول الفريق موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية لنيله اللقب رقم 22 من إجمالى 23 نسخة سابقة. ولعل الحدث فى وقتنا هذا قد يكون فى موضع غير محله لما تمر به البلاد من ظروف عصيبة، ولكن حقا علىّ كفرد عرفت معنى كلمة الهوكى من خلال هذا النادى العريق، أن أحييهم وأبارك لهم، لأنهم بالتأكيد ومن دون أدنى شك، ظاهرة صحية وإيجابية فى عالم الرياضة المصرية. ولنتخيل أننا كمصريين لم نعرف من قبل أن هوكى الشرقية نال لقب البطولة 21، ولكن عندما نال اللقب رقم 22، تحدث جميعنا بهذا الحدث، لأننا التفتنا لما كتبه الأوروبيون والأفارقة والعرب عن فريقنا، ونحن لم نعرهم حتى جزءًا من حديثنا الذى نتشدق به كثيرا فى أوقات فراغنا. وللأسف، فأنا أرى أن تكريم فريق هوكى الشرقية كان لا بد أن يتم من سنين، على الأقل مع إشعار حصولهم على اللقب العاشر، ولكنهم عزموا وأصروا حتى اللقب ال22، فحق علينا جميعا كرياضيين أن نقف لهم انحناء وتعظيما لما قدموه من إنجاز للرياضة المصرية بصفة عامة. وتخيل لو أن هناك فريقا لكرة القدم يلعب فى منافسات دورى أبطال إفريقيا منذ عام 1990، أى منذ 23 عاما، ونال اللقب 22 مرة، ترى ماذا كان سيحدث؟! الدنيا هتقوم مش هتقعد، أفراح وأتراح وليالٍ ملاح، وكل الصحف والجرائد والفضائيات تتسابق على استضافة لاعبيهم، ولكن لأننا شئنا أن لا نهتم بالرياضة، فقد نسينا الإنجاز الأبرز لنا على وجه الرياضات الجماعية بالتحديد. وأطالب الدكتور كمال الجنزورى بعد هدوء الأوضاع فى البلاد أن يكرمهم ويمنحهم وسام التميز، لأنهم بالفعل تخطوا صعابًا عديدة، بدءا من التجاهل الإعلامى الذى يعد عاملا سلبيا فى تقديم الإنجاز والاهتمام بالمنشأ، مرورا بالعوائق المادية وغيرها من المشكلات التى تصدى لها أبطال الهوكى، وأصبحوا بالتأكيد من عجائب الدنيا السبع. مبروك لهوكى الشرقية الإنجاز، مبروك لأهل الشرقية الإنجاز. ومبروك ليكى يا مصر. نعم هم أبطال الحقيقة الغائبة عن بلدنا الحبيبة مصر، بعد موسم رياضى كارثى جاء نجوم الهوكى ليرسموا البسمة لشعب عظيم. تصوروا هذا الفريق يتصدر صحف ومانشيتات العالم الرياضية وغير الرياضية لما قدمه من إنجاز صعب ومستحيل أن يحققه حتى فريق برشلونة لكرة القدم مع الفارق طبعا، مستحيل أن يصعد على منصة التتويج لسنوات وسنوات، أتمنى من كل قلبى أن تكون لحظة توقف لتكريم نجوم غلابة يستحقون التكريم أكثر من لعيبة لا تعلب وتكرم بسبب الشعبية، يا جماعة الهوكى لعبة رياضية محلية وعالمية وإفريقية وعندنا فى لعبة منسية مع نجوم فعلا بيفكرونى بفلم «المنسى» للفنان عادل إمام.