كانت القوات تجر النساء من شعرهن على الرصيف، يخلعون حجابهن، بينما كانوا يضربون النشطاء الشباب على رؤسهم حتى يسقطوا جثثا هامدة، هكذا بدأت صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية، تقريرا نقلت فيه الصورة أمس فى ميدان التحرير وشارع قصر العينى، وأبرزت فيه مشهد قيام المحتجين بحمل أعداد من جريدة «التحرير» التى صدرت صفحتها الأولى بصورة لفتاة تعرضت للسحل على يد قوات الجيش وتركتها نصف عارية، وأظهروها للسيارات المارة فى الميدان، وهم يصرخون بسخرية: «هو ده الجيش اللى بيحمينا!». الصحيفة الأمريكية واسعة الانتشار تقول إن الجيش المصرى لم يكترث بالكاميرات التى كانت تنقل كل شىء، فاستخدم عنفا أكثر وحشية بصورة دراماتيكية يوم السبت لقمع الاحتجاجات ضد حكمه، خلال 48 ساعة من القتال المتواصل فى العاصمة المصرية الذى خلَّف أكثر من 300 مصاب وأكثر من 9 قتلى، معظمهم سقط بالرصاص. وفى تفسيرها لتصرف الجيش بهذه الطريقة، توضح ال«تايمز» أن القمع المتواصل هو على الأرجح مؤشر على أن الجنرالات الذين تولوا السلطة بعد الإطاحة بحسنى مبارك فى فبراير الماضى، يبدون واثقين من أن الشعب المصرى يقف إلى جانبهم بعد جولتين من الانتخابات البرلمانية التى لاقت ترحيبا واسعا، وأن الأحزاب الإسلامية الرابحة فى الانتخابات ستظل بعيدة عن المعركة، بينما يصبح المحتجون المطالبون بالديمقراطية أكثر عزلة. وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش تجاهل كذلك انتقادات المجلس الاستشارى الذى تقول إنه أنشأه الأسبوع الماضى فقط ليظهر أنه يتشاور مع الآخرين. فلم يعلق الجنرالات على قرار المجلس بتعليق اجتماعاته احتجاجا على القمع ولحين اعتذار الجيش عن العنف. وتضيف الصحيفة أنه فى الوقت الذى تجرى فيه كل هذه الأحداث، فإن تركيز جماعة الإخوان المسلمين القوية والتيار السلفى الأكثر محافظة، كان منصبا أكثر على فرز الأصوات فى الجولة الثانية من الانتخابات، فهما خرجا كأكبر الرابحين حتى الآن ولا يريدان لأى شىء أن يعطل الانتخابات التى تستمر حتى مارس القادم، وتلفت «التايمز» إلى أنه على الرغم من أن الإخوان طالبوا الجيش بالاعتذار، فهم لم يدعوا أنصارهم إلى المشاركة فى الاحتجاجات. غير أن الصحيفة الأمريكية استدركت القول بأن الجنرالات مع هذا، يخاطرون بتحويل مزيد من المصريين ضدهم، خصوصا نتيجة السخط من إهانة النساء. فالصور والفيديوهات التى تم تداولها على مواقع الإنترنت أظهرت الجنود وهم يرفعون قميص محتجة كانت ترتدى الحجاب المحافظ، وتركوها نصف عارية بينما كانوا يسحلونها فى الشارع.