اشتباكات مجلس الوزراء بين قوات الجيش والمتظاهرين المستمرة ليومين، كانت مثار اهتمام عديد من الصحف العالمية.. صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» جزمت بأن تجدد أحداث العنف فى مصر يعكس تزايد التوتر بين المجلس العسكرى والثوار الشباب، الذين أسهموا فى الإطاحة بالمخلوع مبارك، بينما تشهد البلاد الانتخابات البرلمانية التى يهيمن عليها الإسلاميون، مشيرة إلى أن المشهد يُعيد إلى الأذهان نفس الأساليب التى كانت تتعامل بها السلطات مع المعارضين للنظام تحت حكم مبارك. أما صحيفة «الجارديان» فحذّرت من المخاوف من اندلاع موجة جديدة من الاضطرابات فى القاهرة، التى تأتى بعد يومين من تصويت الملايين فى المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، وهو ما يمكن أن يؤدى إلى تكرار الاشتباكات الدامية بين شباب الثوار وقوات الأمن فى نوفمبر الماضى بشارع محمد محمود، التى استمرت لأيام، وخلفت أكثر من 40 قتيلا. ومن جانبها ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن حكام مصر العسكريين صعّدوا من حملة القمع الدامية ضد المتظاهرين فى الشوارع، واعتدوا عليهم بالضرب وأضرموا النيران فى خيامهم، فى حين خرج رئيس الوزراء د.كمال الجنزورى، لينفى فى مؤتمر صحفى بثه التليفزيون أن قوات الأمن استخدمت العنف، لافتة إلى التناقض الواضح بين تصريحات الحكومة التى يقودها الجيش والأفعال التى تظهر تحولا فى استراتيجية المجلس العسكرى. وأشارت إلى أن الجنرالات الذين يحكمون البلاد، رغم محاولاتهم التى استمرت لعدة أشهر للحفاظ على بعض المصداقية والتعاون مع النخبة السياسية المصرية، فإنهم لم يستجيبوا إلى أى من مطالب مجلسهم الاستشارى المدنى المُعيّن حديثا، بأن يوقف الجيش العنف ويعتذر للمتظاهرين. وبدلا من ذلك ومع دخول حملة القمع للاحتجاجات يومها الثانى، يبدو أن المجلس العسكرى يلعب على صبر المصريين على استمرار الاحتجاجات وحرصهم على عودة الاستقرار. بينما علقت مجلة «تايم» على اللقطات التليفزيونية والصور لأحداث العنف الأخيرة التى تظهر أن الشرطة العسكرية تقوم بضرب الفتيات والنساء المتظاهرات علنا فى الشوارع، وتعتدى عليهن بالعصى والصواعق الكهربائية، وتتبعت روايات شهود العيان، لتقول إن الصورة بأكملها تظهر أن الجيش لجأ إلى مستوى جديد من القوة ضد الناشطين المؤيدين للديمقراطية خلال اليومين الماضيين.