■ يا أيها السادة فى المجلس العسكرى، ماذا تريدون بالضبط؟ وإلى أى مصير أسود تدفعوننا؟! ألا ترون أنكم تجاوزتم حدود العشوائية وضباب الرؤية وانعدام الكفاءة والحس السياسيين إلى الإمعان فى ارتكاب الخطايا ومراكمة الكوارث والمآسى (حتى لا أقول الجرائم) بعضها فوق بعض كل يوم تقريبا؟! قولوا لنا بوضوح وصراحة.. هل قررتم فعلا تسليم الوطن خرابة وجثة هامدة إلى جحافل «التُّرَبية» الذين مكنتموهم (حتى الآن) من اغتصاب سلطة التشريع لكى يدفنوه فى قبور الظلام؟! هل هى صفقة جديدة تقوم على معادلة «السلطة العليا» مقابل «دفن» البلد؟! الله أعلم. ■ لا أستطيع أن أصدق ولن يقبل عقلى أو يَقَرُ فى قلبى أبدا أن جيشنا الوطنى العظيم يضم بين صفوفه أمثال هؤلاء الرعاع المنحلين المنفلتين من أى عقال وقيد قانونى أو أخلاقى الذين رأيناهم على مدار ساعات اليومين الماضيين يرتكبون أحط الجرائم وأبشعها وأشدها خسة ونذالة بحق شبابنا المسالم فى شارع مجلس الشعب.. مستحيل أن أصدق أن هذه القطعان الهمجية التى مارست وما زالت (حتى كتابة هذه السطور) تمارس أبشع العربدات والارتكابات لدرجة قتل وتشوية وتعذيب بنى جلدتهم وأبناء وطنهم من دون تمييز بين شاب وفتاة أو رجل وامرأة عجوز.. تلك القطعان لا يمكن أن تكون منتمية أو تمت بأى صلة إلى جيشنا الباسل الذى هو من لحمنا ومن دمنا ومثقَلٌ كاهلُه بتراث مشرف وتاريخ ناصع عريق لم يلوَّث أبدا بقمع الشعب وقهره وإذلاله على هذا النحو الشنيع الذى تصدمنا حوادثه المتكررة منذ شهور، ابتداء من عار انتهاك شرف حرائرنا ب«كشف العذرية» ومرورا بمجزرتى «ماسبيرو» وشارع محمد محمود، وانتهاء بالجريمة الحالية الجارية وقائعها المخزية فى محيط مبانى مجلسى الوزراء والشعب..! أرجوكم وأستصرخ ضمائركم (أو ما تبقى منها) كفوا عن هذا العبث الجنونى المتهور فورا وانقذوا شرف وسمعة جيش مصر ولا تزجوا به وتغرِقوه فى أوحال مستنقع الفتنة والإجرام.. ■ ■ ■ «الانتخابات إجراءات».. تلك قاعدة مستقرة ولا جدال فيها، فسلامة الإجراءات ووضوحها وانضباطها على معايير وقواعد وأصول مرعية معروفة فى الدنيا كلها هى المعيار والفيصل الوحيد بين انتخابات حقيقية ونزيهة وأخرى أشبه ب«الحواوشى» المعفن الذى سمم شبابنا المعتصم أمام مقر رئاسة الوزارة. وحتى اللحظة التى أكتب فيها هذه السطور فإن الوقائع والمعطيات المتراقصة أمام عيوننا الكحيلة تجعل من حقنا أن نباهى أمم كوكب الأرض (على الأقل) بأننا أجرينا بنجاح ساحق عملية تصويت واقتراع عجيبة غريبة تميزت بسمتين اثنتين لا ثالثة لهما أولاهما «الزحام» الشديد الذى من فرط طيبتنا وغفلتنا اعتبرناه دليلا على الجودة والعبقرية ولهذا احتفينا به بطريقة عبيطة وصاخبة جدا وموالدية لدرجة أعمتنا عن رؤية السمة الثانية التى التصقت ورافقت الزحمة ألا وهى الفوضى العارمة الضاربة بأطنابها فى كل المشهد التصويتى (التصويت ليس هو كل الانتخابات) الذى قعد فى خلفيته كائن غلبان هلامى وبدائى التكوين يدعى «اللجنة العليا للانتخابات» تلك القاعدة طوال الوقت متلخبطة ومحتاسة وفى حال تصعب على الكافر إذ لا كفاءة ولا خبرة ولا حاجة أبدا خالص البتة. إذن هو «الحواوشى» العفن بعينه، حابلا مخلوطا ومعجونا بالنابل، وغث ردىء كثير لا يمكن تمييزه عن الثمين القليل فى مهرجان ارتجالى وفوضوى ليس له سابق ولا نظير، من لجان اقتراع بدا أغلبها وكأنه أسواق عشوائية تعج بشتى أنواع «الكراكيب» والخروقات والجرائم الانتخابية التى يكفى للدلالة على مدى ما بلغته من فحش التذكير بحوادث كشف قيام بعض المنتقبات المنافقات بالكذب على المولى تعالى وممارسة الغش والتزوير السافر السافل علنا.. أما ما جرى فى أغلب لجان الفرز فقد كان مهازل كارثية يندى لها الجبين دفعت المئات من القضاة الشرفاء إلى أن يبرِّئوا ذمتهم منها ومن الحواوشى البرلمانى الفاسد الذى سيتمخض عنها.. ولا حول ولا قوة إلا بالله