ماذا يقولون للضابط ذى القبعة الحمراء ليضرب المعتصمين بهذه القوة والصلافة والانحطاط؟ ماذا سمع ليضرب سيدة فى عمر أمه.. أو فتاة فى عمر أخته أو ابنته؟ ما الرجولة الجبارة فى تكسير عظام شباب يريدون الحرية.. ولا شىء غير الحرية؟ ماذا يقول لنفسه عندما يقف أمام المرآة؟ هل يهرول سعيدا إلى قائده اللواء حمدى بدين ويقول له: نفذت المهمة يا فندم؟ لماذا كل هذا العنف؟ هل دفاعا عن الدولة؟ أم دفاعا عن الجيش..؟ الجيش تحول إلى قبيلة يدافع عنها الضباط والعساكر.. بعيدا عن مصلحة البلاد.. أو قوانين تمنح حق الاعتصام والتظاهر السلمى.. كيف يمكن فهم أن الجيش الذى يتربى من أول يوم على ضرب أعداء الوطن.. يضرب شبابا حرروا هذا الوطن من الاستبداد والفساد؟ من يجعل الشرطة العسكرية فى حالة استنفار، يصعقون نهارا 600 قاض فى الانتخابات وليلا مئات المعتصمين؟ هل هناك من يقول لهم إن هؤلاء المدنيين يوجهون للجيش إهانة.. وبمنطق القبيلة تهيج القبعات الحمراء على كل ما هو مدنى؟ هل الجيش ضد إشراف القضاة؟ ضد الاعتصام؟ الجيش ضد من؟ الجيش مع من؟ ماذا يريد العسكر؟ هل يصنعون فوضى؟ هل يعلنونها صريحة: لا تهمنا الشرعيات.. لا شرعية الثورة ولا شرعية البرلمان.. وسنهدم المعبد؟ وهل وصل الأمر إلى استخدام المياه وألواح الزجاج والأطباق..؟ من صاحب قرار هذه المذبحة المهينة؟ هل يريد حمدى بدين أن يفرش طريق الجنزورى بالطوب والمياه والدم؟ هل يملك الجنزورى صلاحيات يمكنها أن توقف حمدى بدين وقبعاته الحمراء؟ لماذا استخدم العساكر طوب البرلمان.. كأنهم يقولون سنهدم المؤسسات ونجرحكم بأطلالها؟ هل يريدون تدمير كل المسارات المدنية.. وعزل البرلمان عن الميدان.. أو تكريس العزل..؟ من يخطط؟ من يقرر؟ أين كان المشير طنطاوى ورئيس حكومته الجنزورى؟ لماذا لم يصدر بيان رسمى إلا البيان التليفزيونى المضحك عن مباراة كرة استفزت حراسة البرلمان؟ هل سيخرج المجلس ويدافع عن قبيلته (الجيش)؟ ماذا سيقول الجنزورى الذى حاول مرة ومرتين التفاوض مع وفود من المعتصمين؟ هل تضربهم بعد أن كنت تفاوضهم؟ هل تكسر مبانى الدولة.. لتروع شبابا يحلمون ببناء دولة ديمقراطية.. لا يقهر الجيش شعبها من أجل السلطة؟ من يلعب بالنار ويضع الجيش فى مواجهة الشعب؟ من يلعب بالنار وينشر الرعب فى الشوارع؟ ماذا كان الضابط يريد عندما قال لزياد العليمى.. «انت فاكر البرلمان هيحميك.. يابن ال..»؟ ما كل هذه السفالة والانحطاط..؟ ما كل هذه الاستهانة بالحقوق والأمان الشخصى والكرامة والقيم الإنسانية والسياسية؟ من أين هذا الجبروت يا أصحاب القبعات الحمراء؟ ألم تر ماذا فعلت الثورة بأصحاب البدلات السوداء؟ لماذا لا تحترم قوات الأمن شعبها؟ لماذا تتصرف كأنها جيش احتلال؟ لماذا تبدو مصر فى أسر من لا يفهم ويتعامل بجبروته لا بسيادة القانون؟ .. هل تعرفون أن هذه أرواح لا تكسرها هجماتكم الانكشارية..؟ هل تعرفون أن الثورة لن تسقط فى قبضة العسكر..؟