بعد مرور نحو 8 أشهر على إسقاط نظام الرئيس التونسى المخلوع زين العابدين بن على، يبدو أن التونسيين باتوا يشعرون مجددا بالحاجة إلى إسقاط النظام، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة التونسية ومحتجين بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس على مقربة من وزارة الداخلية أمس. «انظروا إلى مصر، مبارك يمثل أمام المحكمة مع أبنائه ورموز نظامه، ونحن نريد أن نفهم ماذا يحدث فى تونس مصدر كل الثورات العربية الحالية؟ لماذا لا تسير الأمور على ما يرام؟»، تلك كانت أبرز المبررات التى أخرجتها الناشطة، ريم النفطى، للخروج لإسقاط حكومة الباجى قائد السبسى. القضاء التونسى يواجه اتهامات عديدة بالتواطؤ والتباطؤ فى محاكمة رموز النظام السابق، حيث تم تبرئة مدير أمن بن على السابق، على السرياطى، بالإضافة إلى اتهامات أخرى بتسهيل فرار عدد منهم، وعدم الضغط على النظام السعودى لإعادة الرئيس الهارب، كى يخضع للمحاكمة فى بلده. الشرطة قابلت المسيرة التى نظمها عدد من النقابات والأحزاب السياسية، احتجاجا على عدم تطبيق إصلاحات سياسية جذرية منذ الإطاحة بالرئيس التونسى زين العابدين بن على، بالغاز المسيل للدموع. تتصاعد أعمدة الدخان فوق منطقة أمام كاتدرائية فى تونس، تجمع فيها المحتجون أول من أمس فى تظاهرة دعا إليها الاتحاد العام التونسى للشغل -النقابة الأكبر فى تونس- وكبرى الأحزاب السياسية المعروفة على الساحة. وردّد المتظاهرون عدة شعارات من قبيل: «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«لا خوف لا رعب.. سلطة ملك الشعب»، و«التطهير التطهير.. والبداية بالوزير»، و«بن على فى السعودية.. والعصابة هى هى»، و«يا شعب ثور ثور.. على بقايا الديكتاتور».. وغيرها، كما رفع المحتجون مكانس وأدوات تنظيف كدلالة على ضرورة تنظيف وتطهير القضاء. التظاهر لم يتوقف عند العاصمة التونسية، بل امتد إلى أكثر من مدينة كبرى، مثل صفاقس، وسيدى بوزيد (المدينة التى تفجرت منها الثورة التونسية)، وبنزرت، وباجة، وقفصة، والمنستير، وجربة، وكلها رددت هتافات تطالب بإسقاط النظام