يبدو أن إحباط المصريين وحيرتهم وغضبهم مما يحدث حولهم من فوضى سياسية يلهمهم أحيانا تصرفات مفاجئة متوترة ساخرة لا يمكن توقعها. فجأة تحولت صفحة نجم الأكشن الأمريكى فان ديزل، فجر السبت، إلى عاصفة من التعليقات المصرية الساخرة المكتوبة أغلبها باللغة العربية، وصلت التعليقات فى ساعات قليلة إلى أكثر من 30 ألف تعليق. لم تكد تمر ساعات حتى امتلأت الصفحة بآلاف التعليقات حول صورة لديزل بحى شعبى فى مصر ثم تطور الأمر من مجرد مزاح إلى مظاهرة إلكترونية حملت طابعا سياسيا أغلبه رفض واحتجاج لحكم المجلس العسكرى. الأمر الذى بدا تافها للغاية فى البداية تحول إلى دعوات لاحتلال صفحات «فيسبوك» العالمية، وإغراقها بتعليقات باللغة العربية والإنجليزية تهاجم المجلس العسكرى وتعبر عن غضب المصريين، ومن السخرية من صورة فان ديزل إلى احتلال صفحات نجوم هوليوود أمثال نيكولاس كيج، وشاكيرا، وبيونسيه، مرورا بصفحة توفيق عكاشة، والمجلس العسكرى، ووزارة الداخلية، وصفحة وزارة الدفاع الإسرائيلية، والمتحدث باسمها، وصولا إلى احتلال صفحة الرئيس الأمريكى باراك أوباما الرسمية وإغراقها بآلاف التعليقات الساخرة مثل «خلى المجلس العسكرى بتاعك يسلم السلطة أحسن لك»، و«بطل تبعت لنا قنابل الغاز بدل ما نيجى نعورك»، و«أحب أقول للحاج أوباما.. صحبتك السلامة.. جو تو هيل»، و«لو عاوزنا نمشى من الصفحة.. اعمل استفتاء»، و«ما تخافش يا أوباما.. سلمية سلمية»، وعلق البعض على تشابه لوجو حملة أوباما للرئاسة مع لوجو حزب النور قائلا: «إيه ده؟.. هو أوباما طلع سلفى؟». بعض الأمريكيين على صفحة أوباما كتبوا جملا قصيرة تحيى المصريين. على صفحة وزارة الدفاع الإسرائيلية تنوعت التعليقات بين الشتائم والتهكم، وأغلبها اكتفى بكتابة «1973 عام النصر على إسرائيل». أنشأ شباب «فيسبوك» عددا من الصفحات منها صفحة «قوات الهجوم على الصفحات» ضمت لينكات الصفحات الأخرى المستهدفة، وصفحة «الست اللى ورا فان ديزل فى إمبابة». البعض حوَّل البيج إلى ساحة للسياسة والدعاية الانتخابية، وقام آخرون بكتابة عبارات بالإنجليزية تدعو متابعى صفحة فان ديزل الأجانب إلى زيارة مصر. ومن التعليقات السياسية الساخرة: «المجلس العسكرى ل فان ديزل: الأعضاء اللى عندك مش بيمثلوا الشعب المصرى»، و«بكرة هيطلع العيسوى يقولك: إحنا معندناش فان ديزل».