يقف فى منتصف الشارع يحاول أن يتحدث مع المارة.. اللى رايح واللى جاى: «يا أخينا أنا عملت دويتو مع المطرب العالمى شاجى.. يا مدام أنا غنيت مع شاجى شخصيا.. يا حاج والمصحف أنا وشاجى غنينا سوا». لا يجد أى ردود أفعال من المارة، فلا أحد يلتفت لكلماته، فيقف النجم الشاب متسمرا مكانه فى وسط الطريق وهو مش فاهم إيه اللى بيحصل! المشهد السابق هو الأنسب لوصف حالة تامر حسنى تجاه ردود الأفعال العادية جدا والمتجاهلة للدويتو الجديد «smile» الذى يجمعه بالنجم العالمى شاجى الحاصل على جائزة «جرامى» عن أغنيته الشهيرة جدا «بومباستيك»، ربما يكون الحدث الأهم فى مشوار تامر كله، لكن وسائل الإعلام لم تهتم، حتى جمهور عمرو دياب لم يخرج كالعادة للتشكيك فى الدويتو الذى تم رفع دقيقتين منه على «يوتيوب»، هذه المرة كل شىء عادى.. عادى جدا. رغم أن مجرد صورة لتامر فى صالة الجيم أو حتى وهو ماشى فى الشارع كانت كفيلة بأن تحتل أغلفة المجلات باعتبارها انفرادا، وتسريب أغنية من ألبومه الجديد بصوت مشوش كانت كافية جدا لتصبح كلماتها حديث المنتديات على الإنترنت، فما بالك لو الحدث مهم فعلا؟ ما الذى تغير؟ هل انطفأ نجم تامر حسنى؟ نسبة مشاهدة مسلسله الأخير «آدم» تقول غير ذلك، ربما الأمر له علاقة بعملية تبادل الأدوار بين السياسيين والفنانين بعد الثورة، وعملية الانتقال السلمى للنجومية من الفنان إلى السياسى، حتى أصبحت صور عمرو حمزاوى فى احتفال الجامعة الأمريكية أهم من صور عمرو دياب فى حفل زفاف محمد حماقى، وهو الحفل الذى لم يترك تأثيرا على الفتيات بقدر ما ترك عليهن تأثير خبر ارتباط عمرو حمزاوى! حضور عمرو موسى عرضًا مسرحيًا وإشادته به يعتبر شهادة تقدير لصنّاعه وأفضل دعاية للمسرحية.. صورة حمدين صباحى فى أى عرض فنى أهم من صورة محمد هنيدى فى نفس العرض.. وفيديو قصير مدته 5 دقائق لجميلة إسماعيل على «يوتيوب» أهم ألف مرة من حوار تليفزيونى مدته ساعة ونصف الساعة لمنى زكى. أصبح السياسى هو الضيف الأغلى والأكثر طلبا فى البرامج، وفى حال اعتذاره عن الحلقة يبقى: «شوف لنا بقى فنان يرضى ييجى مكانه بكرة»! إنه جزء من سلوك مجتمع ماعندوش وسط، إما أن يمنح ثقته للفنانين ويرفعهم إلى منزلة الحكماء، وإما أن يسحبها منهم فى يوم وليلة ويكسبها للسياسيين ليجعل منهم أولياء ونجوما.. وفرسانا لأحلام البنات.