«إياكم أن تغركم القوة أو الكثرة فالكثرة مذمومة في مرجعيتنا الإسلامية، ومقر الوطني الذي كان أول ما حرق أثناء الثورة ليس ببعيد عنكم فلا تكونوا أنتم المكان الثاني الذي يحرق من قبل الثوار»، بهذا الكلام شديد اللهجة وجه عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط- كلامه للإخوان المسلمين خلال المؤتمر الانتخابي الذي عقده الحزب مساء أمس بمدينة شبين الكوم. وأكد «سلطان» أنه بعد إنتهاء حزب الوسط من المرحلة الانتخابية الأولى رغم أنه الحزب الوحيد الذي دخل المعركة الانتخابية غير مدعوما من جماعة أو ضمن كتلة، وأشار إلى أنه كان يتمنى أن تدخل كل الأحزاب الانتخابات كما خلقها الله بدون تكبير أو تجميل حتى يراها الناس علي حقيقتها، وأكمل أنه من الطبيعي أن تكون دعاية أي حزب جديد بسيطة وليست بهذا الحجم الكبير الموجود لدى بعض الأحزاب، وأكد سلطان أنهم ليسوا بصدد حزب سياسي عادي لكنهم بصدد مشروع حضاري، وهذا ما جعلهم يصرون علي الخروج بهذا الحزب إلى النور رغم تقدمهم بأوراقه إلى لجنة الأحزاب في النظام السابق عدة مرات ورفض طلبهم في كل مرة، وأضاف أن إدراك النظام السابق لهذه الحقيقة دفعهم لإلقاء القبض عليهم ثم محاكمتهم عسكريا بتهمة السعي لتكوين حزب سياسي، وعلق «عصام سلطان» على ذلك قائلا «أنه لو تقدمت للحكومة بطلب استيراد مخدرات فلن يقبضوا عليك وسيكتفون برفض الطلب فقط، وأن الحزب كان يخوض معركة الأمل ضد نظام أراد أن يورث الشعب المصري اليأس». وأعلن سلطان أنهم قد نصحوا كل من «يحيى الجمل» و«أسامة الغزالي حرب» قبل أن يتقدموا للمرة الرابعة للحصول علي ترخيص الحزب بأن يجلسوا مع صفوت الشريف ونتفق معه حتى نحصل علي الترخيص، إلا أنهم رفضوا المساومة علي مبادئهم حتى ولو ظلوا 50 عاما. وقال نائب رئيس حزب الوسط، وعضو مجلس الشعب الفائز في المرحلة الأولى عن دائرة دمياط، أنهم ينشدون دولة مدنية حديثة فيها العدل والمساواة وقضاء مستقل وتكون هذه الدولة بمرجعية إسلامية وأنهم يتعبدون إلى الله بحل مشاكل المواطنين، وأنهم يريدون الحياة لهذه الأمة التي أرادوا لها الموت وأن تعود إلى سابق عهدها وتسود الأمم. وقال «عصام سلطان» أن رئيس اللجنة العليا للانتخابات تعمد تجاهل التجاوزات والإنتهاكات التي إرتكبها بعض الأحزاب أثناء إجراء انتخابات المرحلة الأولى وتعامل معها بسلبية متعمدا؛ حيث قال خلال المؤتمر الصحفي الذى عقد لإعلان النتائج «خلى الحزب التاني يتجاوز علشان يبقى عملوا زي بعض». مشيرا إلى أنه علم أن اللجنة العليا للانتخابات في إنتظار أوامر المجلس العسكري لإتخاذ إجراءات ضد الإنتهاكات مناشدا رئيس اللجنة العليا بعدم انتظار أوامر أحد، جاء ذلك خلال الموتمر الذي عقده حزب الوسط مساء اليوم بشبين الكوم في إطار الدعاية الانتخابية للمرشحين بحضور مرشحي الحزب على القائمة. وأضاف نائب رئيس حزب الوسط، أن هناك العديد من القوانين الحالية تحتاج الى تغيير كامل والغائها ووضع دستور على التوافق وليس براى الأغلبية، واختيار نائب له شخصية قوية وليس نوعيات النائبين القدامى. وأشار الى أن أهم الخطوات التى يسعى اليها الحزب هى تسليم السلطة من العسكريين الى مدنية، مؤكدا أنه لا يجب الخوف على مصر من الإسلاميين ولابد من احترام اختيارات الشعب، وأن كان لايعبر عن الكثير من الشعب فالاختيار هو الخطوة الأولى ووضع الدستور بعد اختيار لجنة المائة، اختتم سلطان اللقاء موجها الحديث للذين يتسائلون عن شباب الثورة ودورهم في برلمان الثورة كمرشحين لم يظهروا بعد، قائلا «هذا الشباب لم يضحوا من أجل مجلس شعب بل من أجل تحقيق الحرية والعدالة الإجتماعية ومن يعمل من أجل ذلك فهو الوفي لدماء الشهداء وللثورة».