الأزمة الدبلوماسية بين طهرانولندن تتجه نحو مزيد من التصعيد، فقد اقتحم المئات من المحتجين الإيرانيين السفارة البريطانية فى طهران، وأزالوا العلم وألقوا بقنابل حارقة، احتجاجا على العقوبات التى فرضتها لندن بشكل منفرد على إيران بسبب أنشطتها النووية المثيرة للجدل. «الموت لإنجلترا» و«اغربى عن وجهنا يا إنجلترا» كانت هتافات الطلبة، ومعظمهم ينتمى إلى اتحاد الطلبة الإسلاميين، بينما كان رفاقهم يتسلقون أسوار السفارة، ومن ثم شرعوا فى إشعال النار وقاموا بإزالة العلم البريطانى. وألهب حماس المحتجين مشروع قرار برلمانى يوم الأحد، يطالب بطرد السفير البريطانى وخفض مستوى العلاقات الثنائية بعدما قطعت لندن جميع العلاقات المالية مع البنوك الإيرانية بسبب برنامجها النووى. وفى مشهد مشابه لمشهد اقتحام السفارة الإسرائيلية فى القاهرة فى أغسطس الماضى، تطايرت مئات الوثائق التى عثر عليها المحتجون داخل مكاتب السفارة، وانتزعوا العلم البريطانى وأحرقوه ورفعوا مكانه علم إيران. وقالت وكالة «فارس» للأنباء إن قوات الأمن الإيرانية تحاول إخراج المحتجين. وكالة «فارس» شبه الرسمية قالت إن الشرطة الإيرانية اشتبكت مع المحتجين عند السفارة البريطانية، وأطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، وجرح عديدا من الأشخاص من الجانبين، موضحة أن الشرطة حررت 6 من موظفى مجمع السفارة البريطانية. ونفت الحكومة الإيرانية أن تكون قد خططت للاقتحام، وقال مسؤول فى وزارة الخارجية رفض ذكر اسمه، «لم يكن تحركا منظما، المؤسسة لا دور لها، ولم يتم التخطيط له». لكن وسط مناخ من عدم الثقة والتوتر بين البلدين، لم يكن هذا الرد كافيا على ما يبدو لامتصاص الغضب الرسمى البريطانى، الذى غلفته نبرة محتدة ولهجة ملؤها الوعيد، حيث حذر رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، ووزير خارجيته وليام هيج، إيران من عواقب وخيمة، وعبرت الخارجية البريطانية عن سخطها من اقتحام مجمع سفارتها فى طهران.