عاد الهدوء اليوم إلي ميدان التحرير بعد أن وقعت إشتباكات عنيفة بين المعتصمين والباعة الجائلين أمس الثلاثاء؛ حيث إجتمع عشرات نشطاء وبعض من الحركات السياسية المعتصمه وقرروا طرد الباعة الجائلين الذين أهانوا من سمعة إعتصام الميدان -علي حد قول النشطاء-، مما دفع الباعه الجائلين للهجوم علي الإعتصام بإصطحاب بعض البلطجية الذين توافدوا من ناحية عبد المنعم رياض، ورشقوا المعتصمين بالحجاره وزجاجات المولوتوف، واطلقوا بعض الأعيره الناريه، ما أدي إلى سقوط 108مصاب ما بين كدمات وحروق حسب وزارة الصحة، وتم علاج بعضهم في الميدان، فيما نقلت سيارات الإسعاف آخرين لمستشفي المنيره والقصر العيني. وبعد أن تمت السيطرة علي الوضع وعاد الهدوء إنتشرت اللجان الشعبية على مداخل الميدان، لحفظ الأمن والتامين، ومنعت دخول أي عصي أو أسلحة بيضاء للمكان، وسط تواجد آلاف المتظاهرين الذين توافدوا علي الميدان ليلة أمس حين علموا بالإشتباكات للدفاع عن الميدان. هذا وجاب المتظاهرون بعد الأحداث بمسيرات دارات حول صينيه ميدان التحرير، ونددوا بتعنت المجلس العسكري في إتخاذ القرارات، وموقف الأحزاب السياسية التي باعتهم وهرولت إلي البرلمان -علي حد قولهم-، وهتفوا «إحنا الشعب لا جيش ولا شرطة.. مش أحزاب بتقسم تورته».. «الشعب يريد إسقاط المشير». ودعي كافة المعتصمين في الميدان الشعب إلي التوافد للميدان، بعد أن تم إخلائه من الباعه الجائلين والبلطجيه، وتم تنظيفه وتنظيمه تماما، وتأمينه عن طريق اللجان الشعبيه. وقد توافد آلاف المتظاهرين إلي ميدان التحرير صباح اليوم؛ مطالبين بتخلي المجلس العسكري عن صلاحياته السياسية والتشريعيه لحكومة إنقاذ وطني، ورددوا هتافات تطالب بإسقاط الحكومة التي عينها المجلس برئاسة الجنزوري، وعدم الإعتراف بشرعيتها. وعلى صعيد متصل، استمر إعتصام آلاف النشطاء أمام مجلس الوزراء وشارع مجلس الشعب لليوم السادس علي التوالي، معبرين عن رفضهم لحكومة الجنزوري، وعدم الإعتراف بشرعية المجلس العسكري في غدارة شئون البلاد سياسيا، وصمموا علي مطالبهم التي تلخصت في تنحي المجلس العسكري، وتسليم السلطة لسلطة مدنية وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، ورفض اختيار الجنزورى رئيسا للوزراء، ومثل كل ليلة إفترش المتظاهرون الأرض ونصبوا العديد من الخيام وأقاموا الحواجز لمنع دخول الأمن أو الشرطة العسكرية، وشكلوا لجانا شعبية لحماية المداخل المؤدية إلى مكان الإعتصام. واستمرت اللجان الشعبية في أداء عملها، ومنع دخول متظاهرين جدد إلا بعد تفتيشهم، لحماية المعتصمين، خوفا من دخول أي مندسين أو بلطجية، لإحداث أعمال شغب وإفتعال المشاكل، بعد الأحداث التي شهدها ميدان التحرير أمس. كما دعت عدد من الأاحزاب والحركات السياسية جميع المصريين للمشاركة بميدان التحرير يوم الجمعة 2 ديسمبر، والتي سموها «جمعة رد الاعتبار لأبطال محمد محمود»، وذلك لتأبين شهداء شارع محمد محمود، وقالوا في الدعوي التي إنتشرت علي الشبكات الإجتماعية فيس بوك وتويتر «لقد قتلت الداخلية والقوات المسلحة أعدادا من شبابنا، في عصر يفترض فيه أنه عصر الثورة، لم نر أي مسؤول تم حسابه أو عقابه، لم يحبس وزير الداخلية، اللواء منصور العيسوي، بل تم تهريب الضابط محمود صبحي الشناوي، الذي صورته الكاميرات يحتفل مع جنوده بإصابة عيون الثوار، دماء الشهداء تطالب بمحاكمة كل المتورطين في هذه المذبحة سواء من الجيش أو الشرطة، وتطالب برد الإعتبار إلى هؤلاء الأبطال -الذين لم ينالوا ما يليق بهم من الإحتفاء حتى اليوم». وأضافت الدعوي، أن الثوار داخل الميدان لا يروا اختلافا أو فرقا بين المشاركة في الانتخابات والمشاركة في تأبين الشهداء، فهم ليسوا شهداء التحرير بل شهداء مصر كلها، وطالبوا بإرتداء ملابس الحداد.