المشهد الذى لم يتضمنه فيلم «عسكر فى المعسكر»، الذى جسد بطولته الفنان الكوميدى محمد هنيدى فى دور ابن الصعيد المهدد بالموت ثأرا من قبل أحد زملائه المجندين بالأمن المركزى، تم تصويره أمس على الطبيعة بمعسكر قوات الأمن فى العمرانية. المجندون استيقظوا على صوت طلقات نيران، فظن البعض منهم أن هناك هجوما من بلطجية على المعسكر، لكنهم فوجئوا بزميلهم عبد الرحمن يقوم بإطلاق النار بشكل عشوائى فى الهواء، فحاولوا تهدئته، إلا أنه استمر فى إطلاق الرصاص بلا وعى، حتى أصاب أحدهم، وهو هلال أحمد من ملوى، الذى سقط أرضا ولفظ أنفاسه الأخيرة، مما دفعهم إلى الفرار جميعا من حوله، والاختباء من سيل النيران الذى انطلق من سلاحه قبل أن يصمت قليلا ثم يرفع سلاحه فى الهواء، ويوجهه إلى رقبته لتخرج منه طلقة تودى بحياته هو الآخر فى الحال. على الفور انتقلت قيادات من إدارة قوات الأمن لتجد الجثتين على الأرض وسط بركة من الدماء، وبإخطار اللواء عابدين يوسف مدير أمن الجيزة أمر بتشكيل فريق من رجال البحث الجنائى، أشرف عليه اللواء فايز أباظة مدير المباحث الجنائية، وأسفرت تحرياته بعد سماع شهادة زملاء المجندين أن المجند عبد الرحمن كان يمر بظروف نفسية سيئة خلال الفترة الماضية، وكان كثير الاختلاء بنفسه، وعازفا عن الطعام والحديث مع زملائه، ولم ينشب أى خلاف بينه وبين المجنى عليه قبل الحادثة، واستبعدوا تعمد عبد الرحمن إصابة أو قتل ابن بلدته. تم إخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، فأمرت بتشريح الجثتين وتحريات المباحث حول الواقعة، ليعود المجندان جثتين يواريهما ثرى البلدة التى ترافقا فيها وهما صغيران.