هم بحق شهداء الحرية، فأهل سوريا اعتادوا تقديم شبابهم ونسائهم وأطفالهم فداء لكرامة بلدهم، مرددين فى تحد وإباء رغم أنف الأسد «راح نكمل المشوار.. حتى ننال الحرية»، وها هى اللاذقية تنضم لقافلة الضحايا من المدن السورية لتجود بشهدائها هى الأخرى بعد مواصلة قوات الأسد اقتحامها وقصفها برا وبحرا صباح أمس، مما دفع بعض النشطاء لتمنى قتلهم بأسلحة خفيفة بدلا من ذلك القصف الحربى الذى يشهد أول استخدام للزوارق الحربية فى قمع الاحتجاجات. توقفت حركة القطارات من وإلى اللاذقية كما قال اتحاد تنسيقيات الثورة بعد الهجوم الضارى على المدينة الساحلية الذى أسقط أكثر من 10 شهداء مع بدايته، بينما تكررت فى اللاذقية الصور المعتادة لنزوح أهالى المدن التى يفترسها جيش الأسد وفرارهم إلى حيث لا يدرون بعيدا عن الموت الغادر. منظمة المؤتمر الإسلامى انضمت مؤخرا للأصوات المنادية بالوقف الفورى لحملات الجيش ضد المحتجين ودعت القيادة السورية لانتهاج الحوار، كما أبدت استعدادا للقيام بدور فيه.على الساحة الليبية، تبدو مدينة الزاوية حائرة بين الثوار والقذافى الذى سينقطع عنه شريان الحياة بسيطرة الثورة على المدن الساحلية، وسيصبح بالفعل محاصرا فى «زاوية» المشهد إذا تمكن الثوار من السيطرة على هذه المدينة الواقعة على بعد 50 كيلومترا من عاصمته طرابلس. فقد اندلعت أول من أمس اشتباكات عنيفة بين الحكومة الليبية ومقاتلى المعارضة المسلحة حول بلدة «الزاوية» مع محاولة المعارضين التقدم أكثر من العاصمة التى تم إغلاق الطريق السريع منها إلى الحدود التونسية بعد وقوع اشتباكات بين القوات الموالية للقذافى والثوار بالقرب من هذه الحدود. من جانبها، أكدت الحكومة وقوع قتال فى المنطقة، ولكنها قالت إنه تمت السيطرة على محاولة من جانب المعارضين للاستيلاء على الزاوية، وقد ذكر موسى إبراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية، للصحفيين فى طرابلس أن الزاوية «تحت سيطرتنا تماما«. على الجانب الآخر، قال متحدث باسم المعارضة من داخل الزاوية إن قوات الثوار وصلت إلى وسط المدينة وسيطرت على مقر كتائب العقيد بها، وقد أضاف فى مكالمة هاتفية لوكالة «رويترز» أن «كتائب القذافى تحتل الجزء الشرقى من الطريق الرئيسى، فى حين نوجد نحن فى الجانب الغربى.... إذا تمكنا من السيطرة على الزاوية سنغلق هذا الطريق وسيعنى موت القذافى«.