توتر بالإسماعيلية أثناء تشييع جنازة شهيد الإحتجاجات.. ووالدة: ما ذنب هؤلاء الضحايا

سادت محافظة الإسماعيلية منذ صباح اليوم أجواء من التوتر أثناء الاستعداد لتشييع جنازة شهيد المظاهرات الذي سقط أمس؛ نتيجة إطلاق قوات الأمن الرصاص على المحتجين بمحافظة الإسماعيلية، الذين كانوا يتظاهرون بميدان «الممر».
وبين دموع المتظاهرين ولوعة الفراق في قلوب الأهالي والأصدقاء وتنديدات واستنكارات القوى الشعبية والسياسية والنقابية، تم تشييع جثمان الصبي «ماجد مدحت يوسف» 15 سن ملتفا بعلم مصر في جنازة حضرها المئات.
هذا حيث خرج «ماجد» ليلة الحادث من منزله متوجها لزيارة جدته التي تقطن بميدان المطافي، الذي يبعد عشرات الأمتار عن ميدان الممر الذي كانت تتم فيه الاشتباكات، وخرج «ماجد» كما يروي والده «مدحت يوسف» لقضائه وقدره ومنعه إصابة في قدمه من الجري، والإفلات من طلقات الرصاص التي انهالت على الميدان.
«ماجد» الطالب بالصف الأول الثانوي بمدرسة آمون الخاصة يشهد لهو الجميع بحسن ودماثة الخلق، كما شهد له بجمال الوجه وحسن المنظر.
يقول والده وهو حابس لدموعه «خرج ماجد من المنزل متوجها لزيارة جدته التي تسكن بميدان المطافي، وبعد نحو نصف ساعة من خروجه اتصل بنا احد أصدقائه ليخبرنا بإصابة ماجد، ونقله إلى المستشفى الجامعي، وعندما ذهبنا إلى هناك علمنا بنبأ وفاته».
ويقول «مصر رايحة على فين وما ذنب هذا الطفل الذي تواجد بالصدفة في هذا المكان».
كما وجه مدحت رسالة إلى المشير طنطاوي طالبه بالتحقيق في واقعة مقتل ابنه وإصابة العشرات بميدان الممر.
ورفض والد الطفل أن يوجه اتهامه لاحد مؤكدا انه لن يتهم أحدا قبل أن تتخذ التحقيقات مسارها الطبيعي .
وقال أن التقرير المبدئي لإصابة أبنه يؤكد انه أصيب بطلق ناري من سلاح آلي.
ووقف مصطفى معتز 18 سنة صديق ماجد باكيا فقد كان مرافقا للشهيد وقت الحادث.
يقول مصطفى «قابلت ماجد عند ميدان المطافي ووجدته متوجها نحو الممر فذهبت معه لنتابع سويا ما يجري في الممر من أحداث، حيث أننا قد سمعنا أن حريق شب في نادي السكة الحديد وقبل أن ندخل منطقة الممر وتحديدا أمام حديقة الميدان الجانبية فوجئنا بإطلاق النار اتجاهنا، وكان هناك دخان كثيف من اثر طلقات الغاز، وحاولنا الجري إلا أن ماجد سقط بجواري وكنت اعتقد أنه تعثر في الجري، وعندما حاولت رفعه وجدته ينزف من جانبه ولم أتمكن من حمله ولم ينطق بكلمة واحدة، وقام من حولي بالاستغاثة بالإسعاف التي قامت بنقل ماجد إلى المستشفى وقبل أن يصل إلى هناك كان قد فارق الحياة».
هذا والتف منزل الأسرة بالسواد وأقيم سرادق ضخم بميدان المطافي لتلقي واجب العزاء الذي شهد توافدا كبيرا من الأهالي.
وقال الدكتور «أمجد مطر» -مدير عام المستشفيات الجامعية- أن المستشفى استقبل الشهيد على اثر إصابته بطلق ناري في الصدر، وأن 11 آخريين أصيبوا بأعيرة نارية، منهم خمسة مصابين بطلقات حية في منطقة الفخذ والقدم وثلاثة مصابين بطلقات حية في الصدر، وثلاثة أشخاص آخريين مصابين بطلقات حية في منطقة الكتف والذراع».
وقالت مصادر طبية أخرى أن هناك العشرات من الحالات التي توافدت على المستشفى مصابة باختناقات وجروح سطحية تم إسعافها في الحال وغادرت المستشفى.
وقامت قوات الأمن المدعمة بمدرعات تابعة للجيش باقتحام ميدان الممر بالإسماعيلية مساء أول أمس الأربعاء عقب قيام عناصر من مثيري الشغب بإشعال النيران في نادي السكة الحديد، واستراحة تابعة لهيئة السكة الحديد وقامت قوات الأمن المدعمة بعربات قوات الجيش باقتحام الميدان وإطلاق أعيرة نارية وطلقات غاز على الميدان؛ مما اسفر عن سقوط قتيل وإصابة 11 آخريين بطلقات نارية بالإضافة لعدد من المصابين باختناقات وجروح إثر التدافع.
هذا وبدأت المواجهات بين محتجين وبين قوات الأمن بميدان الممر بالإسماعيلية في السابعة مساءا، حيث بادر محتجون بإلقاء زجاجات حارقة على قوات الأمن التي ردت بإطلاق قنابل غاز داخل الميدان.