سيادة المشير طنطاوى.. أعلم جيدا أن وثيقة الدكتور السلمى تنص على عدم مسائلتك أنت أو باقى أعضاء المجلس العسكرى عن أى حاجه تخص أى شىء.. إلا أن تلك الوثيقه الأرضيه للأسف لا تسرى على السماء.. فذلك الزمن المحدود جدا والذى لا يساوى أكثر من طرفة عين سوف ينتهى إن آجلا أو عاجلا.. وسوف يقابله زمن آخر لا محدود ولا نهائى ولا يعترف بوثيقة السلمى ولا بحكم سيادتكم ولا بحسابات عالمنا الأرضى الوهمية والزائلة.. حيث يعود الحكم فى تلك الحياه الأخرى للخالق الواحد الأحد.. وسوف يسألك كما سوف يسألنا جميعا.. فبماذا سوف تجيبه يا سيادة المشير؟! بماذا سوف تجيبه عن ذلك التزامن الغريب بين توقيت إذاعة التليفزيون بيانك للشعب وبين توقيت بدء شن حرب كيماويه على نفس هذا الشعب الذى توجه بيانك له عن طريق إطلاق قنابل غاز الأعصاب المحرمه دوليا عليه ؟!.. وهل ترى سيادتك تشابها بين ذلك التزامن وبين تزامن إلقاء مبارك خطابه للشعب قبل ساعات من بدء فعاليات موقعة الجمل الشهيره ؟!.. وفى هذا الصدد.. هل تعرضت سيادتك لشم هذا الغاز من قبل ؟!.. هل رأيت المصابين به بعد إصابتهم بتلك التشنجات العنيفه التى دفعت الأطباء المعالجين لهم إلى وضع قطعة قماش بين أسنانهم خشية إبتلاع لسانهم من فرط التشنج اللا إرادى والموت إختناقا ؟!.. لقد أخبرتنا سيادتك فى بيانك الصحفى الشهير الذى أكدت فيه على أنكم صابرين.. صابرين.. صابرين.. أنك تقاتل منذ أربعين عاما.. فهل تعرضت أثناء تلك الفتره الطويله من القتال لإطلاق غاز الأعصاب السام من قبل الأعداء عليك من قبل ؟!.. إذا كان هذا قد حدث.. فمن المؤكد أنك تعرف جيدا تأثيره السيء والقاتل فى بعض الأحيان.. فهل ترضى لهذا الشعب الذى دائما ما تصفه بالعظيم بكل تلك المعاناه وبكل هذا السوء والقتل والإرهاب ؟!.. وإذا كنت لم تتعرض له من قبل.. فدعنى أخبرك بأن أبنائك من هذا الشعب العظيم الذى سوف يسألك الله عنه يوم الموقف العظيم يعانون منذ توقيت إذاعة بيانك من رشهم بذلك الغاز السام والمحرم دوليا فى ميدان التحرير بقلب القاهره وفى كافة ميادين تحرير مصر العظيمه بجميع محافظاتها ! بماذا سوف تجيبه عندما يسألك عن تلك الجثه الملقاه على أسفلت ميدان التحرير والتى شدها أحد الجنود من يدها قبل أن يرميها على أحد أكوام الزباله بمدخل شارع التحرير ؟!.. بماذا سوف تجيبه عندما يسألك عن تلك الفتاه التى أخذ يلعب أحد الجنود بها اليويو وهو يسحلها جاررا إياها من شعرها وملقيا بها بداخل فتحة محطة المترو لزملاته ليلعبوا هم الآخرين بها شويه ؟!.. بماذا سوف تجيبه عندما يسألك عن تلك الجثه الأخرى الملقاه فى وسط الميدان والتى واصل أحد الجنود ضربه لها بالعصايه قبل أن يستأذنه أحد زملاته فى العصايه ليأخذها منه ويضربه ضربة تأكيد الوفاه الأخيره على رأسه ؟!.. بماذا سوف تجيبه عندما يسألك عن كل تلك العيون التى ضاعت.. وكل تلك الأرواح التى أزهقت.. وكل تلك الإصابات التى تملأ المستشفيات.. وكل تلك الأمهات الثكلى.. وكل تلك الأحزان التى باتت تملأ قلوب وأرواح المصريين ؟! طبعا هناك الكثير من الأشياء الأخرى التى سوف تسأل عنها سيادتك أمام الله.. فمنذ الساعه السادسه من مساء يوم الحادى عشر من فبراير 2011 وعداد الأسئله الخاص بك فى السماء قد اشتغل.. وسوف لن يدع الله كبيره أو صغيره بداخل حدود جمهورية مصر العظيمه خلال تلك الفتره إلا وسوف يسألك عنها.. فما هو تصورك للإجابه عن مثل تلك الأسئله الصعبه والتى سوف تسأل عنها بوصفك الحاكم الفعلى لتلك البلد ؟! سيادة المشير.. هل تعلم أنك الحاكم الأول فى تاريخ مصر الذى رأينا فى عهده تكويم جثث شهداء المصريين فوق أكوام الزباله على جانبى الطريق بميدان التحرير على مرأى ومسمع من العالم بأسره ؟!.. لهذا.. ينبغى عليك أن تستعد جيدا للإجابه على أسئله كثيره سوف يوجهها لك الله يوم لن ينفع البنى آدم منا سوى عمله .. فقط عمله .. و شكرا !